للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{حَرَماً آمِناً} مجاز عقلي، أي آمنا أهله.

{لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ} إيجاز بحذف جواب الشرط‍، أي لو علموا لما آثروا الدنيا على الآخرة.

{يَعْلَمُونَ} {يُشْرِكُونَ} {يَكْفُرُونَ} فيها مراعاة الفواصل، ذات الإيقاع والتأثير على السمع.

المفردات اللغوية:

{وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا} إشارة تهوين وتحقير، لأن الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة.

{لَهْوٌ وَلَعِبٌ} أي كلهو الصبيان ولعبهم، يبتهجون ساعة ثم يتفرقون متعبين، وأما الطاعات والقرب فمن أمور الآخرة، لظهور ثمرتها فيها. واللهو: الاستمتاع بالملذات، واللعب: هو العبث وما لا فائدة فيها. {لَهِيَ الْحَيَوانُ} أي لهي دار الحياة الحقيقية التامة التي لا فناء فيها. {لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ} تلك الحقيقة ما آثروا الدنيا عليها.

{الْفُلْكِ} السفينة السائرة في البحر. {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} الدعاء، أي لا يدعون معه غيره، لأنهم في شدة لا يكشفها إلا الله، فيظهرون في صورة من أخلص دينه من المؤمنين، فلا يذكرون إلا الله، ولا يدعون سواه. {إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ} فاجؤوا المعاودة إلى الشرك.

{لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ} اللام فيه لام «كي» أي يشركون ليكونوا كافرين بشركهم نعمة النجاة وكذلك اللام في: {وَلِيَتَمَتَّعُوا} باجتماعهم على عبادة الأصنام وتوادهم عليها، أي قاصدين التمتع بها والتلذذ، لا غير، أي أن هذه اللام لام التعليل في تقدير الله، ولام العاقبة بالنسبة إليهم.

ويصح أن تكون اللام في الفعلين المذكورين لام الأمر، وهو أمر تهديد {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} عاقبة ذلك.

{أَوَلَمْ يَرَوْا} يعلموا، يعني أهل مكة {أَنّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً} أي جعلنا بلدهم مكة مصونا من النهب والتعدي، آمنا أهله من القتل والسبي. {وَيُتَخَطَّفُ النّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} يختلسون قتلا وسبيا، وهم في أمان. {أَفَبِالْباطِلِ} أي بعد هذه النعمة الواضحة وغيرها مما لا يقدر عليه إلا الله يؤمنون بالصنم أو الشيطان. {وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ} حيث أشركوا به غيره.

وتقديم الجار والمجرور في قوله {فَبِالْباطِلِ} و {بِنِعْمَةِ اللهِ} للاهتمام أو الاختصاص على طريق المبالغة.

{وَمَنْ أَظْلَمُ} أي لا أحد. {مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً} بأن زعم أن له شريكا. {أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمّا جاءَهُ} أي كذب بالنبي الرسول صلّى الله عليه وسلّم أو القرآن. وقوله {لَمّا} فيه تسفيه لهم بأن لم يتوقفوا، ولم يتأملوا قط‍ حين جاءهم، بل سارعوا إلى التكذيب أول ما سمعوه. {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً} مأوى، والاستفهام تقرير لثوائهم، أي ألا يستوجبون الثواء في جهنم، وقد افتروا مثل هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>