{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ} بدل من {إِذْ} في قوله: {إِذْ يَعِدُكُمُ}. {بِأَلْفٍ} منصوب بممدكم.
وقرئ «بآلاف» جمع ألف؛ لأن فعلا يجمع على أفعل، نحو فلس وأفلس، وكلب وأكلب، ويؤيد هذه القراءة قوله تعالى:{بِخَمْسَةِ آلافٍ}[آل عمران ١٢٥/ ٣] وآلف: جمع ألف لما دون العشرة، ويقع على خمسة آلاف من الملائكة صفة للألف. {مُرْدِفِينَ} بالكسر: وصف لألف، على أنهم أردفوا غيرهم، أي أردف كل ملك ملكا. {مُرْدِفِينَ} بالفتح مع التخفيف: إما منصوب على الحال من الكاف والميم في {مُمِدُّكُمْ} وإما في موضع جر؛ لأنه صفة لألف، أي متبعين بألف.
وقرئ مردفين.
{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ} بدل ثان من {إِذْ يَعِدُكُمُ} أو منصوب بكلمة {النَّصْرُ} أو بإضمار: اذكر. والفاعل هو الله عز وجل، و {النُّعاسَ}: مفعول به و {أَمَنَةً} مفعول لأجله، والمعنى إذ تنعسون أمنة بمعنى أمنا أي لأمنكم. و {أَمَنَةً} صفة لكلمة {أَمَنَةً} أي أمنة حاصلة لكم من الله عز وجل.
{إِذْ يُوحِي} بدل ثالث من: {إِذْ يَعِدُكُمُ}، ويجوز أن ينتصب بيثبت. و {أَنِّي مَعَكُمْ}: مفعول يوحي.
{ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ}{ذلِكَ}: مبتدأ، أو خبر مبتدأ. وتقديره: ذلك الأمر، أو الأمر ذلك.
{ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ} خبر مبتدأ مقدر، تقديره: والأمر ذلكم. {وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ} عطف على {ذلِكُمْ} وتقديره: والأمر أن للكافرين عذاب النار.
البلاغة:
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ} أتى بصيغة المضارع عن الماضي لاستحضار الصورة في الذهن.
{وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً} تقديم الجار والمجرور على المفعول به، للاهتمام بالمقدم، والتشويق إلى المؤخر.
المفردات اللغوية:
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} تطلبون منه الغوث بالنصر عليهم. {أَنِّي} بأني. {مُمِدُّكُمْ} معينكم. {مُرْدِفِينَ} متتابعين، يردف بعضهم بعضا، مأخوذ من الإرداف: وهو الركوب وراءه، وعدهم أولا {بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ}، ثم صارت ثلاثة، ثم خمسة، كما ذكر في آل عمران [١٢٥، ١٢٤].