{أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ} فاعل {يَهْدِ} مقدر وهو المصدر، أي أولم يهد الهدى لهم. وقيل: إن الفاعل هو الله تعالى، أي أولم يهد الله لهم. وقرى «نهد» وتقدير الفاعل: نهد نحن لهم. و «كم» في موضع نصب ب {أَهْلَكْنا}.
{مَتى هذَا الْفَتْحُ}{هذَا} مبتدأ، و {الْفَتْحُ} صفته، و {مَتى} خبره؛ لأن الفتح مصدر وهو حدث، و {مَتى} ظرف زمان، وظروف الزمان يجوز أن تكون أخبارا عن الأحداث، لوجود الفائدة في الإخبار بها عنها.
{أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ} أي أولم يتبين لكفار مكة كثرة من أهلكناهم من القرون أي الأمم الماضية بكفرهم {يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ} أي يمرّ أهل مكة في أسفارهم ومتاجرهم إلى الشام وغيرها على ديارهم، فيعتبروا {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ} دلالات على قدرتنا {أَفَلا يَسْمَعُونَ} سماع تدبر واتعاظ.