وزرع ونخيل صنوان مجتمعة من أصل واحد، {وَغَيْرُ صِنْوانٍ} غير مجتمعة من أصل واحد، وعلى قراءة الجرّ. {وَزَرْعٌ} معطوف على {أَعْنابٍ}، فتجعل الجنّات من الزّرع، وهو قليل.
البلاغة:
{يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ} شبّه إزالة نور النّهار بظلمة الليل بالغطاء الكثيف، واستعار لفظ {يُغْشِي} من الغطاء الحسي للأمور المعنوية.
المفردات اللغوية:
{عَمَدٍ} جمع عماد، وهو الأسطوانة، والآية تحتمل ألا عمد أصلا، أو هناك عمد غير مرئية.
{اِسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ} استواء يليق به، أو المراد منه المجاز، أي بالحفظ والتّدبير. {وَسَخَّرَ} ذلّل بالحركة المستمرة والسّرعة المعينة ونحو ذلك. {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} كل منهما يسير في فلكه إلى يوم القيامة. {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} يصرف الأمر على وجه الحكمة. {يُفَصِّلُ الْآياتِ} يبين دلالات قدرته، وهي الأدلة التّي تقدم ذكرها من الشّمس والقمر. {لَعَلَّكُمْ} يا أهل مكة وأمثالكم.
{بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} أي لتوقنوا وتتحققوا كمال قدرته بالبعث، فتعلموا أن من قدر على خلق هذه الأشياء وتدبيرها قادر على الإعادة والجزاء. واليقين: العلم الثابت الذي لا شكّ فيه.
{مَدَّ الْأَرْضَ} بسطها طولا وعرضا ليتمكّن الإنسان والحيوان من السّير عليها والانتفاع بمنافعها. {وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ} وخلق فيها جبالا ثوابت. {وَأَنْهاراً} عطفها على الجبال مباشرة؛ لأنها أسباب تولدها ونبعها. {وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ} متعلّق بقوله تعالى: {جَعَلَ فِيها}. {زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} أي جعل فيها من جميع أنواع الثّمرات صنفين اثنين كالحلو والحامض، والأسود والأبيض، والصغير والكبير، والذكر والأنثى.
{يُغْشِي} يغطي الليل بظلمته ضوء النّهار فيطمسه، ويصير الجو مظلما بعد ما كان مضيئا. {إِنَّ فِي ذلِكَ} المذكور. {لَآياتٍ} دلالات على وحدانية الله تعالى. {لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} في تلك الآيات وفي صنع الله تعالى، فإن تكونها وتخصصها بوجه دون وجه دليل على وجود صانع حكيم، دبّر أمرها، وهيأ أسبابها.
{قِطَعٌ} أي بقاع مختلفة. {مُتَجاوِراتٌ} متلاصقات، فمنها طيب ومنها سبخ، ومنها رخو ومنها صلب، وبعضها صالح للزّرع دون الشّجر وبعضها بالعكس، وذلك التّخصيص مع التّجاور والطّبيعة الأرضيّة من دلائل قدرة الله تعالى. {وَجَنّاتٌ} بساتين.
{صِنْوانٌ} جمع صنو، أي ونخلات يجمعها أصل واحد، وتتشعّب فروعها. {وَغَيْرُ صِنْوانٍ} آي ومتفرّقات مختلفة الأصول،