للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاغة:

{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا} عبر بصيغة المضارع عن الماضي، لتهويل الأمر، باستحضار صورة ذلك الماضي.

المفردات اللغوية:

{قُلِ} يا محمد لكفار مكة وغيرهم. {اُنْظُرُوا} تفكروا {ماذا} أي الذي. {فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} من عجائب صنعه ليدلكم على وحدته وكمال قدرته. وإن جعلت {ماذا} استفهامية علقت {اُنْظُرُوا} عن العمل. {وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} في علم الله وحكمته. وما: نافية أو استفهامية في موضع النصب. {مِثْلَ أَيّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ} من الأمم أي مثل وقائعهم من نزول العذاب بهم؛ إذ لا يستحقون غيرها. مأخوذ من قولهم: أيام العرب أي وقائعها. {فَانْتَظِرُوا} ذلك.

{ثُمَّ نُنَجِّي} المضارع لحكاية الحال الماضي. {رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا} من العذاب.

{كَذلِكَ} الإنجاء. {حَقًّا عَلَيْنا} اعتراض. {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} أي كذلك الإنجاء ننج النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه حين تعذيب المشركين.

المناسبة:

بعد أن بيّن الله تعالى في الآيات السالفة أن الإيمان لا يحصل إلا بتخليق الله تعالى ومشيئته، أمر بالنظر والاستدلال في الأدلة، حتى لا يتوهم أن الحق هو الجبر المحض، فقال: {اُنْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} فعلى كل عاقل التمييز بين الخير والشر، وما على الرسول إلا التبشير والإنذار، وما الدين إلا مساعد للعقل على حسن الاختيار.

التفسير والبيان:

يأمر الله تعالى عباده بالتفكر في خلق السموات والأرض وما فيهما من الآيات الباهرة ذات النظام البديع، كالكواكب النيرة من ثوابت وسيارات، والشمس والقمر، والليل والنهار واختلافهما، وتعاقبهما طولا وقصرا، وارتفاع السماء واتساعها وحسنها وزينتها، وما أنزل الله منها من مطر، فأخرج به أنواع

<<  <  ج: ص:  >  >>