سميت سورة قريش تذكيرا لهم بنعم الله عليهم في مطلع السورة:{لِإِيلافِ قُرَيْشٍ.} ..
مناسبتها لما قبلها:
ترتبط السورة بما قبلها من وجهين:
١ - كلتا السورتين تذكير بنعم الله على أهل مكة، فسورة الفيل تشتمل على إهلاك عدوهم الذي جاء لهدم البيت الحرام أساس مجدهم وعزهم، وهذه السورة تذكر نعمة أخرى اجتماعية واقتصادية، حيث حقق الله بينهم الألفة واجتماع الكلمة، وأكرمهم بنعمة الأمن والاستقرار، ونعمة الغنى واليسار والإمساك بزمام الاقتصاد التجاري في الحجاز، بالقيام برحلتين صيفا إلى الشام وشتاء إلى اليمن.
٢ - هذه السورة شديدة الاتصال بما قبلها، لتعلق الجار والمجرور في أولها بآخر السورة المتقدمة:{لِإِيلافِ قُرَيْشٍ.}. أي لإلف قريش أي أهلك الله أصحاب الفيل، لتبقى قريش، ولذا كانتا في مصحف أبيّ سورة واحدة. ولكن في المصحف الإمام فصلت هذه السورة عن التي قبلها، وكتب بينهما:{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}.