{وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً} أي أحسنوا إلى الوالدين إحسانا كاملا صادرا من القلب.
وكثيرا ما يقرن الله تعالى بين حظر الشرك وطاعته وبرّ الوالدين، لأن الله تعالى مصدر الخلق والرزق، والأبوان واسطة، يقومان بعبء التربية ودفع الأذى والضرر عن الولد، قال تعالى:{وَقَضى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ، وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً}[الإسراء ٢٣/ ١٧] وقال عز وجل: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ. وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً}[لقمان ١٤/ ٣١ - ١٥] لذا كان عقوق الوالدين من الكبائر، وبرّهما والإحسان إليهما من أفضل الأعمال،
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:«سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أيّ العمل أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها، قلت: ثم أيّ؟ قال: برّ الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله».
وروى الحافظ ابن مردويه عن أبي الدرداء وعبادة بن الصامت، كل منهما يقول: أوصاني خليلي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أطع والديك، وإن أمراك أن تخرج لهما من الدنيا فافعل»(١).
والإحسان إلى الوالدين: معاملتهما معاملة كريمة نابعة من العطف والمحبة، لا من الخوف والرهبة. وكما يفعل الولد مع والديه يفعل أولاده معه ولو بعد حين،
روى الطبراني في الأوسط عن ابن عمر عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال:«بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم».
٣ - تحريم وأد البنات:
{وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ}: لما أوصى تعالى ببرّ الوالدين والأجداد،