وعطاؤه أتمّ، لقيامهم بواجب الطّاعة، واجتنابهم المعصية، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
فقه الحياة أو الأحكام:
أرشدتنا الآيات إلى ما يلي:
١ - إنّ الحوار وسيلة التّعارف والتّعرف على فضائل الإنسان ومعارفه، وبه يزن العاقل مقادير الرّجال.
٢ - إن المقوّمات العالية من علم وخلق وأدب وحسن تصرّف تبوئ صاحبها المنزلة السّامية والمكانة الرّفيعة.
٣ - يجوز طلب الولاية وإظهار كون الشّخص مستعدّا لها، إذا كان من أجل التّعريف للمغمور غير المعروف، وكان الشّخص واثقا من نفسه ودينه وعلمه، وأهلا لما يطلب.
وأما النّهي عن طلب الإمارة في
قوله صلّى الله عليه وسلّم لعبد الرّحمن بن سمرة فيما أخرجه الشيخان:«لا تسأل الإمارة» والنّهي عن مدح النّفس في قوله تعالى:
{فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ}[النجم ٣٢/ ٥٣] فالمراد به في الحديث لمن لا يثق بنفسه من القيام بحقّ الولاية لضعفه وعجزه، أو لأغراض نفسه، والمراد بالآية تزكية النّفس حال العلم بكونها غير متزكية، وكل من المحذورين لا ينطبق على النّبي يوسف عليه السّلام وأمثاله الأنبياء، لأنه يجب عليه رعاية مصالح الأمة بقدر الإمكان، ولأن السّعي في إيصال النّفع إلى المستحقين ودفع الضّرر عنهم أمر مستحسن في العقول، وعلم يوسف أنه لا أحد يقوم مقامه في العدل والإصلاح وتوصيل الحقوق إلى الفقراء، فرأى أن قيامه بهذه الأمور فرض متعيّن عليه، وقال يوسف عن نفسه:{إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} عند من لا يعرفه، فأراد تعريف نفسه.