{يَتَذَكَّرُ} و {الذِّكْرى} بينهما جناس اشتقاق، وكذا بين {لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ} وبين {وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ}.
{فَادْخُلِي فِي عِبادِي} الإضافة إلى الله للتشريف.
المفردات اللغوية:
{كَلاّ} ردع لهم عن ذلك وإنكار لفعلهم: وهو التقصير في أداء الحقوق. {إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا} زلزلت حتى يتهدم كل بناء عليها وينعدم، دكّا بعد دكّ حتى صارت الجبال والتلال هباء منبثا، وأرضا مستوية. والدّكّ: الهدم والتسوية للشيء المرتفع، قال المبرد: الدكّ:
حطّ المرتفع بالبسط، واندك سنام البعير: إذا انفرش في ظهره، ومنه الدكان لاستوائه في الانفراش. وجواب {إِذا} هو قوله: {فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ..} ..
{صَفًّا صَفًّا} مصطفين أو ذوي صفوف كثيرة بحسب منازلهم ومراتبهم. {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} كشفت للناظرين بعد الغيبة، مثل قوله تعالى:{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى}[النازعات ٣٦/ ٧٩]. {يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ} يتذكر معاصيه، أو يتعظ؛ لأنه يعلم قبحها، فيندم عليها. {وَأَنّى لَهُ الذِّكْرى} أي ومن أين له فائدة التذكر، وقد فات الأوان؟ وهو استفهام بمعنى النفي، أي لا ينفعه تذكره ذلك، واستدل به على عدم قبول التوبة في الآخرة. {يَقُولُ: يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي} أي يقول مع ذكره: يا ليتني قدمت لحياتي هذه الخير والإيمان، أو وقت حياتي في الدنيا، و {يا}: للتنبيه.
{فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ، وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ} أي لا يتولى أحد عذاب الله ووثاقه يوم القيامة سواه، إذ الأمر كله له، ولا يعذّب أحد مثل تعذيبه، ولا يوثق مثل إيثاقه، والوثاق: الشدّ والربط بالسلاسل والأغلال. وضمير {عَذابَهُ} و {وَثاقَهُ} للكافر.
{يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ} أي يقال لها عند الموت ما يأتي. {الْمُطْمَئِنَّةُ} المستقرة الثابتة المتيقنة بالحق، الآمنة وهي المؤمنة التي اطمأنت بذكر الله. {اِرْجِعِي إِلى رَبِّكِ} ارجعي إلى ثوابه وتكريمه، وأمره وإرادته. {راضِيَةً} بالثواب. {مَرْضِيَّةً} عند الله بعملك، أي جامعة بين الوصفين. {فَادْخُلِي فِي عِبادِي} في جملة أو في زمرة عبادي الصالحين المقرّبين المكرّمين.