محذوف، أي الأمر ذلك، مثل قوله تعالى:{ذلِكَ، وَمَنْ عاقَبَ}[الحج ٦٠/ ٢٢] أي الأمر ذلك.
البلاغة:
عميق عتيق سحيق أي في الآية التالية سجع مستحسن في علم البديع.
المفردات اللغوية:
{وَإِذْ بَوَّأْنا} أي واذكر إذ عيناه وبيناه {مَكانَ الْبَيْتِ} أي الكعبة ليبنيه، وكان قد رفع من زمن الطوفان في عهد نوح {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ} من الأوثان والأقذار لمن يطوف به ويصلي فيه {وَالْقائِمِينَ} المقيمين به {وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} المصلين، جمع راكع وساجد.
{وَأَذِّنْ} ناد بالحج، أي بالدعوة إليه، فنادى على جبل أبي قبيس: يا أيها الناس، إن ربكم بنى بيتا، وأوجب عليكم الحج إليه، فأجيبوا ربكم. والتفت بوجهه يمينا وشمالا وشرقا وغربا، فأجابه كل من كتب له أن يحج من أصلاب الرجال وأرحام الأمهات: لبيك اللهم لبيك. {يَأْتُوكَ رِجالاً} أي راجلين ماشين على الأقدام، جمع راجل، كتاجر وتجار وقائم وقيام، و {يَأْتُوكَ}:
جواب الأمر {وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ} أي وركبانا على كل بعير مهزول، بأن أتعبه بعد السفر فهزل.
والضامر: يطلق على الذكر والأنثى {يَأْتِينَ} اي الضوامر، أتى به جمعا حملا على المعنى {مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} أي طريق بعيد.
{لِيَشْهَدُوا} ليحضروا {مَنافِعَ لَهُمْ} منافع دينية في الآخرة، ودنيوية بالتجارة {فِي أَيّامٍ مَعْلُوماتٍ} هي عشر ذي الحجة، أو يوم عرفة أو يوم النحر إلى آخر أيام التشريق-أيام عيد الأضحى {بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ} الإبل والبقر والغنم التي تنحر في يوم العيد وما بعده من الهدايا والضحايا {فَكُلُوا مِنْها} من لحومها، أباح ذلك خلافا لما كان عليه أهل الجاهلية من التحرج فيه، وهذا في المتطوع به، المستحب، دون الواجب {الْبائِسَ الْفَقِيرَ} أي الذي أصابه بؤس أي شدة، والفقير:
المحتاج، والأمر فيه للوجوب.
{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} أي يزيلوا أو ساخهم وشعثهم كطول الظفر والشعر، ونتف الإبط، والمراد هنا: قص الأشعار وتقليم الأظفار. {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ} ما ينذرون به من البر في حجهم، ومن الهدايا والضحايا. والنذر: كل ما لزم الإنسان أو التزمه. {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} أي يطوفوا طواف الركن الذي به تمام التحلل أي طواف الإفاضة، فإنه قرينة قضاء التفث، وقيل:
طواف الوداع. والعتيق: القديم؛ لأنه أول بيت وضع للناس.