{إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ} تقديره: إذا جاءك نصر الله، فحذف الكاف التي هي المفعول.
وجواب {إِذا} إما قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ.}. والفاء غير مانعة من هذا على ما عليه الجمهور، أو محذوف تقديره: إذا جاءك نصر الله والفتح، جاء أجلك، وهو العامل في {إِذا}.
{وَرَأَيْتَ النّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً} يدخلون: جملة فعلية في موضع نصب على الحال من {النّاسَ} وأفواجا: منصوب على الحال من واو {يَدْخُلُونَ}.
البلاغة:
{إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} خاص بعد عام، فإن نصر الله يشمل جميع الفتوحات، قال الرازي: وهو الغلبة على قريش أو على جميع العرب، فعطف عليه فتح مكة تعظيما لشأنه.
{وَرَأَيْتَ النّاسَ} عام أريد به الخاص، فلفظ الناس عام، والمراد به العرب.
{دِينِ اللهِ} هو الإسلام، وأضافه تعالى إليه تشريفا وتعظيما، مثل: بيت الله، وناقة الله. {إِنَّهُ كانَ تَوّاباً} تواب: صيغة مبالغة على وزن (فعّال).
المفردات اللغوية:
{نَصْرُ اللهِ} النصر: العون أو الإعانة على تحصيل المطلوب. {وَالْفَتْحُ} تحصيل المطلوب الذي كان متعلقا أو موقوفا، أو الفصل بين الفريقين المتحاربين بانتصار أحدهما على الآخر، والمراد به هنا فتح مكة، فالفرق بين النصر والفتح: أن النصر كالسبب للفتح، فلهذا بدأ بذكر النصر، وعطف الفتح عليه.