فأجابته الملائكة: يا إبراهيم أعرض عن الجدال في أمر قوم لوط، إنه قد جاء أمر ربك بتنفيذ القضاء والعذاب فيهم، وإنهم آتيهم عذاب غير مصروف ولا مدفوع عنهم أبدا، لا بجدال ولا بدعاء ولا بشفاعة ونحوها.
فقه الحياة أو الأحكام:
أرشدت القصة إلى ما يلي:
١ - تبادل السلام بين الملائكة وبين الأنبياء، فقد سلم الملائكة على إبراهيم عليه السلام بقولهم: سلاما، كما تقول: قالوا خيرا، فرد عليهم بتحية أحسن، فقال: سلام عليكم.
٢ - دلت الآية أن من أدب الضيف أن يعجّل قراه، فيقدم الموجود الميسر في الحال، ثم يتبعه بغيره إن كان لديه شيء وسعة، ولا يتكلف المفقود غير المستطاع الذي يتضايق به.
والضيافة من مكارم الأخلاق، ومن آداب الإسلام، ومن خلق النبيين والصالحين. وهي سنة وليست بواجبة،
لقوله صلى الله عليه وسلّم فيما رواه البخاري عن أبي شريح، وأحمد وأبو داود عن أبي هريرة:«الضيافة ثلاثة أيام، وجائزته يوم وليلة، فما كان وراء ذلك، فهو صدقة».
وقوله صلى الله عليه وسلّم فيما رواه الشيخان والنسائي وابن ماجه عن أبي شريح وأبي هريرة:«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه».
والمخاطب بالضيافة أهل المدن أو الحضر والبادية في رأي الشافعي، وقال مالك: ليس على أهل الحضر ضيافة،
لحديث القضاعي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «الضيافة على أهل الوبر، وليست على أهل المدر» لكنه حديث لا يصح، كما قال القرطبي.