للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفردات اللغوية:

{وَمِنْهُمْ} أي من الكفار فئة المنافقين. {مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} في خطبة الجمعة وغيرها، وهم المنافقون، كانوا يحضرون مجلس الرسول ويسمعون كلامه، فإذا خرجوا {قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} أي لعلماء الصحابة كابن مسعود وابن عباس، استهزاء وسخرية. {ماذا قالَ آنِفاً} أي ما الذي قال في هذه الساعة؟ استهزاء واستعلاما، فقوله: آنفا، أي الساعة التي قبل الوقت الذي أنت فيه، وقرئ بالمدّ والقصر، مأخوذ من أنف الشيء: وهو ما تقدم منه، فهو اسم فاعل لائتنف.

أو هو مأخوذ من استأنف الشيء: إذا ابتدأه، أي ماذا قال في أول وقت يقرب منا. {طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ} ختم عليها بالكفر. {وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ} في النّفاق.

{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا} وهم المؤمنون. {زادَهُمْ هُدىً} زادهم الله بالتوفيق والإلهام. {وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ} بيّن لهم ما يتّقون به ربّهم، وألهمهم ما يتقون به النّار. {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ} أي ما ينتظرون وهم أهل مكة غير مجيء القيامة؟ {أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً} أي ليس الأمر إلا أن تأتيهم فجأة. {أَشْراطُها} علاماتها، منها بعثة النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وانشقاق القمر، وظهور الدخان. {فَأَنّى لَهُمْ} فكيف لهم. {إِذا جاءَتْهُمْ} الساعة. {ذِكْراهُمْ} تذكرهم، أي لا ينفعهم حينئذ تذكرهم.

{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} أي إذا علمت سعادة المؤمنين وشقاوة الكافرين، فدم واثبت يا محمد على ما أنت عليه من العلم بالوحدانية، وتكميل النفس بإصلاح أحوالها، وبما ينفع في القيامة، واطلب المغفرة لأجل ذنبك، وهذا الأمر مع عصمته صلّى الله عليه وسلّم عن الذنوب للتعليم واستنان أمته به، وقد فعل ذلك،

فقال فيما رواه الطبراني عن أبي هريرة: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة» أو أن أقل الذنب: ترك الأولى.

{وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ} أي واستغفر أيضا لأهل الإيمان بالدعاء لهم وتحريضهم على موجبات المغفرة. وفي إعادة الجار وهو اللام، وحذف المضاف وهو «ذنوب» إشعار بفرط‍ احتياجهم وكثرة ذنوبهم. {مُتَقَلَّبَكُمْ} تصرفكم وتقلبكم لأشغالكم في الدنيا. {وَمَثْواكُمْ} إما سكونكم ومأواكم إلى مضاجعكم في الليل، وإما مأواكم في الجنة أو النار، أي هو عالم بجميع أحوالكم في الدنيا والآخرة، لا يخفى عليه شيء منها، فاحذروه والخطاب للمؤمنين وغيرهم:

سبب النزول:

نزول الآية (١٦):

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ}: أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: كان المؤمنون والمنافقون يجتمعون إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم، فيستمع المؤمنون منهم ما يقول

<<  <  ج: ص:  >  >>