الظلم ومجاوزة الحد {يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ} بتقدير معين {ما يَشاءُ} ما اقتضته مشيئته {إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} أي إنه يعلم خفايا أمرهم وجلايا حالهم.
{الْغَيْثَ} المطر الذي يغيث من الجدب {قَنَطُوا} يئسوا من نزوله {وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} يعم رحمته كل شيء من السهل والجبل والنبات والإنسان والحيوان {الْوَلِيُّ} المتولي عباده بالإحسان {الْحَمِيدُ} المستحق للحمد على نعمه.
{وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} فهي بذاتها وصفاتها تدل على وجود صانع قادر حكيم {وَما بَثَّ فِيهِما} نشر وفرّق، وهو معطوف على السموات أو على كلمة {خَلْقُ} أي وخلق ما بث {دابَّةٍ} كل ما يدب على الأرض من الناس وغيرهم {جَمْعِهِمْ} للحشر والحساب، وفي الضمير:
تغليب العاقل على غيره {إِذا يَشاءُ} في أي وقت يشاء {قَدِيرٌ} متمكن منه. وإذا: تدخل على الماضي وعلى المضارع.
{مُصِيبَةٍ} بلية وشدة {فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} فبسبب معاصيكم، وعبر بالأيدي، لأن أكثر الأفعال تزاول بها {وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} من الذنوب، فلا يعاقب عليه، وهو تعالى أكرم من أن يثنّي الجزاء في الآخرة. أما ما يصيب غير المذنبين فلرفع درجاتهم وتعريضهم للأجر العظيم في الآخرة.
{وَما أَنْتُمْ} أيها البشر {بِمُعْجِزِينَ} فائتين الله هربا في الأرض، أي بجاعلين الله تعالى عاجزا بالهرب منه {دُونِ اللهِ} غيره {وَلِيٍّ} يحرسكم {نَصِيرٍ} يدفع عذاب الله عنكم الجواري السفن الجارية، جمع جارية: وهي السفينة التي تجري على الماء: {إِنّا لَمّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ}[الحاقة ١١/ ٦٩]{كَالْأَعْلامِ} كالجبال في العظم، جمع علم: وهو الجبل.
{يُسْكِنِ الرِّيحَ} يجعلها ساكنة لا تتحرك، وقرئ «الرياح». {رَواكِدَ} ثوابت سواكن {صَبّارٍ} كثير الصبر {شَكُورٍ} كثير الشكر، وهما صفتان للمؤمن الكامل، لأن الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر، والمؤمن يصبر في الشدة، ويشكر في الرخاء {يُوبِقْهُنَّ} يهلكهن أو يغرقهن بإرسال الريح العاصفة المغرقة والمراد: إهلاك أهلها، لقوله:{بِما كَسَبُوا}