{وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلاّ فِي ضَلالٍ} فيه وضع الظاهر وهو {الْكافِرِينَ} موضع الضمير أي كيدهم لتعميم الحكم والدلالة على العلة وهي الكفر.
{كَذّابٌ} صيغة مبالغة.
المفردات اللغوية:
{بِآياتِنا} أي المعجزات {وَسُلْطانٍ} حجة وبرهان {مُبِينٍ} ظاهر واضح، والعطف بين الآيات والسلطان لتغاير الوصفين {فِرْعَوْنَ} ملك مصر {وَهامانَ} وزير فرعون {وَقارُونَ} كان ثريا {ساحِرٌ كَذّابٌ} يعنون موسى عليه السلام، وفيه تسلية لرسول الله ص وبيان عاقبة من هو أشد بطشا من الذين كانوا من قبلهم وأقربهم زمانا.
{بِالْحَقِّ} بالصدق {قالُوا: اُقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ} استبقوهم أحياء، والمعنى: أعيدوا عليهم ما كنتم تفعلون بهم من قتل الأولاد الذكور وإبقاء النساء أحياء للخدمة {وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلاّ فِي ضَلالٍ} ضياع.
{وَقالَ فِرْعَوْنُ: ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ} فيه غاية الكيد والحقد والتجلد وعدم المبالاة بدعاء ربه ليمنعه منه {إِنِّي أَخافُ} إن لم أقتله {أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ} أن يغير ما أنتم عليه من عبادتي وعبادة الأصنام. {أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ} أي ما يفسد دنياكم من القتل والتجارب وإثارة الفتن إن لم يقدر أن يبطل دينكم {وَقالَ مُوسى} لقومه لما سمع كلام فرعون {إِنِّي عُذْتُ} استعذت واستجرت واستعنت، وبدأ ب «إن» للتأكيد والدلالة على أن السبب المؤكد في دفع الشر هو العياذ بالله {بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ} خص اسم الرب، لأن المطلوب هو الحفظ والتربية، وقوله:{وَرَبِّكُمْ} للحث على الاقتداء به، فيتعوذوا بالله مثله ويعتصموا بالتوكل عليه مثله