{وَما أُوتِيتُمْ} العالم كله، وليس المراد: السائلين فقط، أو اليهود بجملتهم، كما قال بعضهم.
فالله تعالى لم يطلع الناس من علمه إلا على القليل، ولا يحيط أحد بشيء من علمه إلا بما شاء تبارك وتعالى. والخلاصة: أن علم الناس في علم الله قليل، والذي يسألون عنه من أمر الروح مما استأثر به تعالى، ولم يطلعكم عليه، كما أنه لم يطلعكم إلا على القليل من علمه تعالى.
{وَلَئِنْ شِئْنا} اللام لام القسم، أو الموطئة للقسم، و {لَنَذْهَبَنَّ}: جوابه النائب مناب جواب الشرط، أي إن شئنا ذهبنا بالقرآن ومحوناه من المصاحف والصدور.
{لَئِنِ اجْتَمَعَتِ} اللام لام القسم أو الموطئة للقسم، وإن: حرف شرط، وجوابه محذوف قام مقامه قوله:{لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} وليس هذا جوابا للشرط، لإثبات نون {يَأْتُونَ} وإنما هو جواب قسم مقدر هيّأته لام {لَئِنْ}. والتقدير: قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن، فو الله لا يأتون بمثله.
{إِلاّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} الاستثناء منقطع، أي لكن رحمة من ربك تركه ولم يذهب به، ويجوز أن يكون متصلا.