{ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ} بين {تُكِنُّ} أي تخفي و {يُعْلِنُونَ} طباق.
المفردات اللغوية:
{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي قالوا أيضا في إنكار البعث بعد بيان عماهم عن الآخرة.
{لَمُخْرَجُونَ} من القبور أو من حال الفناء إلى الحياة. {إِنْ هذا} ما هذا. {أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ} أكاذيب الأقدمين، جمع أسطورة: وهي ما سطره الأقدمون من خرافات وأحاديث. {كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} أي هلاكهم بالعذاب لإنكارهم البعث.
{ضَيْقٍ} في ضيق صدر. {مِمّا يَمْكُرُونَ} من مكرهم، أي فإن الله يعصمك من الناس، وهذا تسلية للنبي صلّى الله عليه وسلم، أي لا تهتم بمكرهم وتآمرهم عليك، فإنا ناصروك عليهم. {مَتى هذَا الْوَعْدُ} أي العذاب الموعود، أو الوعد بالعذاب. {رَدِفَ لَكُمْ} أي ردفكم بمعنى تبعكم ولحقكم.
{بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ} أي أصابهم بعض العذاب وهو القتل ببدر، وباقي العذاب يأتيهم بعد الموت.
{لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاسِ} أي ومنه تأخير العذاب عن الكفار. {لا يَشْكُرُونَ} نعم الله عليهم ومنه تأخير العذاب لإنكارهم وقوعه. {تُكِنُّ صُدُورُهُمْ} تخفيه. {وَما يُعْلِنُونَ} بألسنتهم. {غائِبَةٍ} التاء المربوطة أو الهاء للمبالغة، والمعنى: أيّ شيء في غاية الخفاء على الناس، كالتاء في علاّمة ونسابة، والأصل: غائب. {إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ} بيّن، وهو اللوح المحفوظ، فكل شيء يعلمه الله قديما، ومنه تعذيب الكفار.
المناسبة:
بعد أن أبان الله تعالى جهل الكفار بالآخرة، أردفه بما قالوا عنها، مما يدل على إنكارهم لها. وأما مناسبة هذه الآيات لجملة السورة فهي أنه تعالى لما تكلم في حال مبدأ الخلق، تكلم بعده في حال المعاد؛ لأن الشك في المعاد لا ينشأ إلا من