{وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ} البر: اسم لكن، والخبر محذوف تقديره: ولكن البر بر من آمن بالله، أو لكن ذا البر من آمن بالله، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
{عَلى حُبِّهِ} يعود الضمير إلى المال، والمصدر مضاف إلى المفعول، وهو اعتراض يسمى في البلاغة تتميما.
{وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ} مرفوع من ثلاثة أوجه: إما لأنه عطف على ضمير في {آمَنَ بِاللهِ} وإما معطوف على {مَنْ آمَنَ} أي: ولكن البار المؤمنون والموفون، وإما أنّه خبر مبتدأ محذوف تقديره:«وهم الموفون».
{وَالصّابِرِينَ} منصوب من وجهين: إما أن يكون منصوبا على المدح، وتقديره: أمدح الصابرين. وإما أنه معطوف على قوله {ذَوِي الْقُرْبى} أي: وآتى الصابرين.
البلاغة:
{وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ} جعل البر نفس من آمن على طريق المبالغة، مثل السخاء حاتم، والشعر زهير، أي أن السخاء سخاء حاتم والشعر شعر زهير.
{وَفِي الرِّقابِ} إيجاز بالحذف أي وفي فك الرقاب يعني فداء الأسرى. والرقاب: مجاز مرسل من إطلاق الجزء وإرادة الكل.
{وَالصّابِرِينَ} منصوب على الاختصاص أي وأخص بالذكر الصابرين.
{الْبِرَّ} اسم جامع لكل خير، وهو كل ما يتقرب به إلى الله من الإيمان به وصالح الأعمال وفاضل الأخلاق. {وَآتَى الْمالَ} أي أعطاه {وَالْيَتامى} اليتيم: من لا والد له وهو محتاج {الْمَساكِينَ} المسكين: هو المحتاج الذي له مال لا يكفيه، وسمي بذلك لأن الحاجة أذلته وأسكنته. وأما الفقير: فهو الذي لا مال له. {وَابْنَ السَّبِيلِ} ابن الطريق، وهو المسافر المحتاج، البعيد عن ماله ولا يمكنه إحضاره. {وَالسّائِلِينَ} السائل: من ألجأته الحاجة إلى السؤال والطلب من الناس. والسؤال محرم شرعا إلا لضرورة يجب على السائل أن يقتصر عليها ولا يتعداها.
{وَفِي الرِّقابِ} أي وفي تحرير الرقاب وعتقها {وَأَقامَ الصَّلاةَ} أي أداها على أقوم وجه وأحسنه {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ} العهد: ما يلتزم به إنسان لآخر. {الْبَأْساءِ} من البؤس وهو شدة الفقر