وختمت السورة ببيان الأمر بالتقوى والخوف من عذاب يوم القيامة الذي لا بد من إتيانه، ولا أمل فيه بنصرة أحد، وعدم الاغترار بمتاع الدنيا وزخارفها، والتنبيه على مفاتيح الغيب الخمسة التي اختص الله بعلمها، وأن الله محيط علمه بالكائنات جميعها، خبير بكل ما يجري فيها.
{تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ} مبتدأ وخبر والإضافة بمعنى «من» و {هُدىً وَرَحْمَةً} بالنصب والرفع، فالنصب على الحال من {آياتُ} والعامل فيهما معنى الإشارة، ولا يجوز أن يكون منصوبا على الحال من {الْكِتابِ} لأنه مضاف إليه، ولا عامل يعمل في الحال، وفيه خلاف. والرفع:
إما خبر {تِلْكَ} و {آياتُ}: بدلا من {تِلْكَ} وإما خبر بعد خبر، كقولهم: هذا حلو حامض، وإما خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو هدى.
البلاغة:
{هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} عبر بالمصدر عن اسم الفاعل للمبالغة.
{تِلْكَ آياتُ} إشارة بالبعيد عن القريب لبيان علو الرتبة وسمو القدر.
{وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} إطناب بتكرار الضمير {هُمْ} واسم الإشارة {أُولئِكَ} لزيادة الثناء عليهم وتكريمهم. وقوله {هُمُ الْمُفْلِحُونَ} يفيد الحصر، أي هم المفلحون لا غيرهم.