للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اِسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ (٦٧) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (٦٨)}.

الإعراب:

{أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ} في موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر، وتقديره: ألم أعهد إليكم بألا تعبدوا، فحذف حرف الجر، فاتصل الفعل به.

البلاغة:

{أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ} .. {وَأَنِ اعْبُدُونِي} بينهما طباق السلب، أحدهما سلب والآخر إيجاب.

{أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} {أَفَلا يَعْقِلُونَ} استفهام إنكاري للتوبيخ.

{فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ} بين المضي والرجوع طباق.

المفردات اللغوية:

{وَامْتازُوا} تميزوا وانفردوا عن المؤمنين عند اختلاطهم بهم، أي ويقال للمجرمين: اعتزلوا في الآخرة عن الصالحين. {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ} أوصي وآمر على لسان رسلي، والعهد: الوصية، وهذا من جملة ما يقال لهم تقريعا وإلزاما للحجة. {أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ} ألا تطيعوه، والمراد: عبادة غير الله من الآلهة الباطلة، مما زين به الشيطان وأمر به. {عَدُوٌّ مُبِينٌ} بيّن العداوة. {وَأَنِ اعْبُدُونِي} وحدوني وأطيعوني، أي ألم أعهد إليكم بترك عبادة الشيطان، وبعبادتي. {هذا صِراطٌ‍ مُسْتَقِيمٌ} أي طريق معتدل قويم، وهو دين الإسلام.

{جِبِلاًّ} خلقا وجمعا عظيما، جمع جبيل كقديم، وقرئ بضم الباء. {أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} عداوة الشيطان وإضلاله لكم. {هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} بها في الدنيا على ألسنة الرسل. {اِصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} ادخلوها وقاسوا حرها بسبب كفركم بالله في الدنيا، وطاعتكم للشيطان، وعبادتكم للأوثان.

{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ} أي نمنعها من الكلام، والمراد أفواه الكفار. {وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ} وغيرها، بأن يخلق الله فيها القدرة على الكلام. {بِما كانُوا يَكْسِبُونَ} أي يقترفون، فكل عضو ينطق بما صدر منه، قال البيضاوي: أي بظهور آثار المعاصي عليها، ودلالتها على أفعالها، أو بإنطاق الله تعالى إياها. {لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ} أي أعميناهم، والطمس: إزالة

<<  <  ج: ص:  >  >>