{لَخَرَجْنا} سادّ مسدّ جوابي القسم والشرط. وهذا من المعجزات؛ لأنه إخبار عما وقع قبل وقوعه.
{يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ} إما أن يكون بدلا من {سَيَحْلِفُونَ} أو حالا بمعنى: مهلكين. ويحتمل أن يكون حالا من قوله:{لَخَرَجْنا} أي لخرجنا معكم، وإن أهلكنا أنفسنا وألقيناها في التهلكة بما نحملها من المسير في تلك المشقة.
{أَنْ يُجاهِدُوا} في موضع نصب بإضمار: في، وقيل: التقدير كراهية أن يجاهدوا، مثل:
{عَفَا اللهُ عَنْكَ} كناية عن خطئه في الإذن؛ لأن العفو يعقب الخطأ، وهو خبر قصد به تقديم المسرة على المضرة، وإن من لطف الله بالنبي أن بدأه بالعفو قبل العتاب.
{لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} بيان لما كني عنه بالعفو، ومعناه: مالك أذنت لهم في القعود عن الغزو حين استأذنوك وهلا استأنيت بالإذن؟
المفردات اللغوية:
{لَوْ كانَ} ما دعوتهم إليه من الخروج للجهاد {عَرَضاً} متاعا من الدنيا قريبا سهل المأخذ، أو ما يعرض من منافع الدنيا، ويكون غنيمة قريبة {سَفَراً قاصِداً} أي سهلا لا عناء فيه ولا مشقة، أي وسطا معتدلا {لاتَّبَعُوكَ} طلبا للغنيمة {الشُّقَّةُ} المسافة البعيدة التي تحتاج لعناء ومشقة {وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِ} إذا رجعتم إليهم {لَوِ اسْتَطَعْنا} الخروج {يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ} بالحلف الكاذب {عَفَا اللهُ عَنْكَ} العفو: التجاوز عن الخطأ وترك المؤاخذة عليه {إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ} في التخلف {وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ} شكت قلوبهم في الدين {يَتَرَدَّدُونَ} يتحيرون.
سبب النزول:
نزول الآية (٤٣):
{عَفَا اللهُ عَنْكَ}: أخرج ابن جرير الطبري عن عمرو بن ميمون الأزدي قال: اثنتان فعلهما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لم يؤمر فيهما بشيء: إذنه للمنافقين، وأخذ