{تِلْكَ أُمَّةٌ} مبتدأ وخبر. {قَدْ خَلَتْ} صفة «لأمة» وكذلك {لَها ما كَسَبَتْ}.
{بَلْ مِلَّةَ} منصوب بفعل مقدر، وتقديره: بل نتبع ملة إبراهيم {حَنِيفاً} إما حال منصوب، من إبراهيم، لأن المعنى: بل نتبع إبراهيم أو منصوب بفعل مقدر تقديره: أعني، إذ لا يجوز وقوع الحال من المضاف إليه.
و {ما آمَنْتُمْ}: «ما» مع الفعل بعدها في تأويل المصدر، وتقديره: بمثل إيمانكم به أي بالله.
البلاغة:
{أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ} معنى الاستفهام هنا: التقريع والتوبيخ، وهو في معنى النفي، أي ما كنتم شهداء، فكيف تنسبون إليه ما لا تعلمون ولا شهدتموه أنتم ولا أسلافكم. {إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ} كنى بالموت عن مقدماته، لأنه إذا حضر الموت نفسه لا يقول المحتضر شيئا. {آبائِكَ} مجاز للتغليب، إذ شمل العلم وهو إسماعيل، والجد وهو إبراهيم، والأب وهو إسحاق.
{وَقالُوا: كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى} فيه إيجاز بالحذف، أي قال اليهود: كونوا يهودا، وقال النصارى: كونوا أنصاري.
{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ} فيه إيجاز، أي يكفيك الله شرهم. والتعبير بالسين بدل سوف للدلالة على أن النصر عليهم قريب. {السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} من صيغ المبالغة، ومعناه: الذي أحاط سمعه وعلمه بجميع الأشياء.
المفردات اللغوية:
{أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ}«أم» هنا بمعنى «بل» وبمعنى همزة الإنكار والمعنى: أكنتم حضورا، والهمزة بمعنى النفي، أي ما كنتم شهداء، وحضور الموت: حضور أماراته ومقدماته، {بَعْدِي} بعد موتي.
{أُمَّةٌ} جماعة، {خَلَتْ} مضت وذهبت {لَها ما كَسَبَتْ} ما عملت، {وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ} أي أنتم مجزيون بأعمالكم.
{هُوداً أَوْ نَصارى} أو للتفضيل، والهود: اليهود، جمع هائد أي تائب، وقائل الأول:
يهود المدينة، وقائل الثاني: نصارى نجران. {حَنِيفاً} مائلا عن الأديان كلها إلى الدين الحق القيم.