أخرج الواحدي والطبراني وابن المنذر وابن أبي حاتم: عن ثابت بن الحارث الأنصاري قال: كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير: هو صدّيق، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
«كذبت اليهود، ما من نسمة يخلقه الله في بطن أمه إلا ويعلم أنه شقي أو سعيد»، فأنزل الله عند ذلك هذه الآية:{هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}.
المناسبة:
بعد أن أبان الله تعالى أنه العليم بما في السموات والأرض، وأنه يجازي عباده بعدله، فيثيب المحسن بالجنة، ويعاقب المسيء بالنار، ذكر أنه قادر على ذلك، فهو مالك العالم العلوي والسفلي يتصرف فيهما بما شاء، وهو يجازي على وفق علمه المحيط بكل شيء، ثم ذكر أوصاف المحسنين، وأخبر أنه جواد كريم واسع المغفرة لمن يشاء من عباده.
التفسير والبيان:
{وَلِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ، لِيَجْزِيَ ١ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا، وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} أي إن الله تعالى مالك السموات والأرض، وأنه الغني عما سواه، الحاكم في خلقه بالعدل، وقد خلق الخلق بالحق، وجعل عاقبة أمر الخلق الذين فيهم المحسن والمسيء أن يجزي كلاّ بعمله، بحسب علمه المحيط بكل شيء، المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، فإن كان العمل خيرا، كان الجزاء خيرا، وإن كان شرا كان الجزاء شرا. فتكون لام {لِيَجْزِيَ} لام العاقبة.
(١) قال الواحدي: اللام للعاقبة أو الصيرورة، كما في قوله تعالى: لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً [القصص ٨/ ٢٨] أي أخذوه وعاقبته أنه يكون لهم عدوا.