{كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ.}. {كَتَبَ}: أجري مجرى القسم، لذا أجيب بجواب القسم في قوله:{لَأَغْلِبَنَّ}. {وَرُسُلِي}: في موضع رفع بالعطف على الضمير في {لَأَغْلِبَنَّ}. وإنما جاز العطف على الضمير المرفوع المستتر لتأكيده بقوله:{أَنَا}. وإذا أكد الضمير المنفصل أو المستتر، جاز العطف عليه.
{فِي الْأَذَلِّينَ} هي أفعل التفضيل.
البلاغة:
{وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} مجاز مرسل، لأنه سبب للحياة الطيبة الأبدية.
المفردات اللغوية:
{يُحَادُّونَ} يعادون ويخالفون ويشاقون، فهم في حد، والشرع والهدى في حد. {فِي الْأَذَلِّينَ} في جملة المغلوبين أذل خلق الله. {كَتَبَ اللهُ} قضى وحكم. {لَأَغْلِبَنَّ} بالحجة والقوة. {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ}{يُوادُّونَ} يصادقون، أي لا ينبغي أن تجدهم وادّين أعداء الله، والمراد: أنه لا ينبغي لهم أن يوادّوهم.
{وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} ولو كان المحادّون أقرب الناس إليهم.
{أُولئِكَ} أي الذين لم يوادّوهم. {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ} أثبت الإيمان في قلوبهم، وهو دليل على خروج العمل من مفهوم الإيمان، لأن أعمال الأعضاء لا تثبت في القلب.
{وَأَيَّدَهُمْ} قواهم. {بِرُوحٍ مِنْهُ} أي بنور من عند الله يقذفه في القلوب، لتطمئن وتسكن. {رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ} بطاعته. {وَرَضُوا عَنْهُ} بثوابه الذي وعدهم به. {أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ} جنده وأنصار دينه، يتبعون أمره ويجتنبون نهيه. {هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الفائزون بخير الدارين.
سبب النزول:
نزول الآية (٢١):
{كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ.}. قال مقاتل: لما فتح الله مكة للمؤمنين والطائف وخيبر وما حولها، قالوا: نرجو أن يظهرنا الله على فارس والروم، فقال عبد الله بن أبي: أتظنون الروم وفارس كبعض القرى التي غلبتم عليها، والله إنهم