{وَكُنْتُمْ عَلى شَفا} الجار والمجرور في موضع نصب؛ لأنه خبر كان. و {شَفا}: أصله شفو، فتحركت الواو وانفتح ما قبلها، فقبلت ألفا.
البلاغة:
{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ} استفهام تعجب وتوبيخ واستبعاد وقوع الكفر منهم مع تلاوة القرآن ووجود الرسول فيهم {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ} استعارة تصريحية، شبه القرآن بالحبل، وأستعير اسم المشبه به وهو الحبل للمشبه وهو القرآن، بجامع النجاة في كل منهما.
{شَفا حُفْرَةٍ} استعارة تمثيلية، شبه حالهم في الجاهلية بحال المشرف على حفرة عميقة.
المفردات اللغوية:
{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ} تجحدون، وهو استفهام تعجب وتوبيخ {يَعْتَصِمْ} يتمسك به {حَقَّ تُقاتِهِ} الحق: الوجوب والثبوت، والتقاة: التقوى، والأصل فيه: اتقاء حقا، أي اتقوه التقوى الواجبة: بأن يطاع فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، ويذكر فلا ينسى، فقالوا: يا رسول الله، ومن يقوى على هذا، فنسخ بقوله تعالى:{فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}.
{وَاعْتَصِمُوا} تمسكوا {بِحَبْلِ اللهِ} هو العهد أو الدين أو القرآن أو الإسلام، وكل ذلك مترادف المعنى {شَفا حُفْرَةٍ} طرف حفرة، وأشفى على الشيء: أشرف عليه. وهو مثل يضرب في القرب من الهلاك. وأريد به هنا القرب من النار أي ليس بينكم وبين الوقوع في النار إلا أن تموتوا كفارا {فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها} بالإيمان {كَذلِكَ} كما بيّن لكم ما ذكر يبين لكم الآيات.