{جَهْرَةً} نعت لمصدر محذوف أي رؤية جهرة. {لا تَعْدُوا} فيه ثلاث قراءات:
لا تعدوا: بسكون العين مع تخفيف الدّال، وبسكون العين مع تشديد الدّال، وبفتح العين مع تشديد الدّال. والقراءة الثانية ضعيفة في القياس، لما أدت إليه من الاجتماع بين الساكنين على غير حدّه.
{فَبِما نَقْضِهِمْ} ما: زائدة للتوكيد، وهو رأي الأكثرين، والباء للسببية متعلقة بمحذوف أي لعنّاهم بسبب نقضهم.
{بُهْتاناً} منصوب بالمصدر على حدّ قولهم: قلت شعرا وخطبة، لأن القول يعمل فيما كان من جنسه. {عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} عيسى: منصوب على البدل. وفي نصب ابن مريم وجهان: إما على الوصف أو على البدل. {إِلاَّ اتِّباعَ الظَّنِّ} منصوب، لأنه استثناء منقطع من غير الجنس أي لكن، ويجوز رفعه على البدل من محل إعراب من {عِلْمٍ} ومحله الرفع، لأن تقديره: ما لهم به علم، مثل:
{ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف ٥٩/ ٧ ومواضع أخرى] وتقديره: ما لكم إله غيره.
{يَقِيناً} إما منصوب على الحال من واو {قَتَلُوهُ} أي متيقنين، أو على الحال من هاء {قَتَلُوهُ} أي ما قتلوه متيقنا بل مشكوكا فيه، أو لأنه صفة مصدر محذوف وتقديره: وما قتلوه قتلا متيقنا. والهاء في قتلوه يجوز أن تكون لعيسى كما في قوله:{وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ} ويجوز أن تكون الهاء للعلم، والمعنى: وما قتلوه علمهم به يقينا. {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ} إن هنا للنفي، ومعناه: وما من أهل الكتاب أحد إلاّ ليؤمنن به أي بعيسى. وأما هاء {قَبْلَ مَوْتِهِ} ففيه وجهان: أن يكون المراد به كل واحد من الكفار من أهل الكتاب وغيرهم لظهور الحقيقة له عند موته، أو تكون الهاء لعيسى لأنه ينزل في آخر الزمان إلى الأرض، فيؤمن به من كان مكذبا له من اليهود وغيرهم، وهذا الوجه مخالف لظاهر الآية، والوجه الأول أصح.