{وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ}: {آخَرُ} مبتدأ، و {مِنْ شَكْلِهِ} صفة له، ولهذا حسن أن يكون مبتدأ، مع كونه نكرة، و {أَزْواجٌ} خبر المبتدأ. ويجوز جعل {أَزْواجٌ} مبتدأ ثانيا، و {مِنْ شَكْلِهِ} خبر ل {أَزْواجٌ} والجملة منهما خبر المبتدأ الأول الذي هو {آخَرُ}.
{ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ}: {ما} في موضع رفع بالابتداء، و {لَنا} خبره، و {لا نَرى} حال من ضمير {لَنا}. و {كُنّا نَعُدُّهُمْ} صفة ل {رِجالاً}. و {مِنَ الْأَشْرارِ} في موضع نصب، لتعلقه ب {نَعُدُّهُمْ}. وتجوز إمالة {مِنَ الْأَشْرارِ} لوجود الراء المكسورة.
{إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النّارِ}: {تَخاصُمُ} إما بدل من {لَحَقٌّ} أو خبر مبتدأ محذوف تقديره (هو تخاصم) أو خبر بعد خبر ل {إِنَّ} أو بدل من {ذلِكَ} على الموضع.
البلاغة:
{الْأَشْرارِ} {الْأَبْصارُ} {أَهْلِ النّارِ} فيها مراعاة الفواصل من المحسنات البديعية.
{فَبِئْسَ الْمِهادُ} شبه ما تحتهم من النار بالمهاد الذي يفترشه النائم.
المفردات اللغوية:
{لِلطّاغِينَ} الكفار الذين كذبوا بالله ورسله، وتجاوزوا حدود الله. {مَآبٍ} مرجع ومصير. {يَصْلَوْنَها} يدخلونها. {الْمِهادُ} الفراش. {هذا} العذاب، المفهوم مما بعده.
{حَمِيمٌ} ماء شديد الحرارة. {وَغَسّاقٌ} شديد البرودة، وهو ما يسيل من صديد أهل النار.
{وَآخَرُ} أي وعذاب آخر، وقرئ: «وأخر» بالجمع، أي وأنواع عذاب آخر. {مِنْ شَكْلِهِ} مثل المذوق في الشدة والكراهية، أو مثل المذكور من الحميم والغساق. {أَزْواجٌ} أصناف أو أجناس عذابهم.
{هذا فَوْجٌ} أي يقال لهم ذلك عند دخولهم النار، والفوج: الجمع الكثير من أتباع الضلال. {مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ} داخل معكم النار بشدة. {لا مَرْحَباً بِهِمْ} أي لا سعة عليهم ولا ترحيب بهم، وهذا ما يقوله الرؤساء لأتباعهم. {صالُوا النّارِ} داخلون النار بأعمالهم مثلنا.
{قالُوا: بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ} قال الأتباع للرؤساء: بل أنتم أحق بما قلتم. {أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا} أي الكفر. {فَبِئْسَ الْقَرارُ} المقر وهو جهنم، فلنا ولكم النار.
{قالُوا} أي الأتباع أيضا. {عَذاباً ضِعْفاً} مضاعفا أي ذا ضعف، بأن يزيد على العذاب مثله، فيصير ضعفين، كقوله تعالى: {رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ} [الأحزاب ٦٨/ ٣٣]. {وَقالُوا} أي الرؤساء الطاغون، وهم في النار. {مِنَ الْأَشْرارِ} الأراذل