وكذلك قوله:{إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى}[الليل ٢٠/ ٩٣]. أي الذي له الوجه. قال ابن عباس: الوجه: عبارة عنه عز وجل، كما قال:{وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ}[الرحمن ٢٧/ ٥٥]، ومعنى {فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ}: فثمّ الله.
وهذا يدل على نفي الجهة والمكان عنه تعالى، لاستحالة ذلك عليه، وأنه في كل مكان بعلمه وقدرته.
وقال بعض الأئمة: تلك صفة ثابتة بالسمع زائدة على ما توجبه العقول من صفات القديم تعالى وهذا أولى وأحوط.
{بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}{فَإِنَّما} رفع بالابتداء، والخبر في المجرور، أي كل ذلك له ملك بالإيجاد والاختراع. {فَيَكُونُ} قرئ بالرفع والنصب، فمن قرأ بالرفع جعله عطفا على قوله تعالى:{يَقُولُ} تقديره: فهو يكون. ومن قرأ بالنصب، اعتبر لفظ الأمر، وجواب الأمر بالفاء منصوب، والنصب ضعيف، لأن «كن» ليس بأمر في الحقيقة.