هود لقومه: أخوة في القبيلة أو الجنس، أي من بني آدم ومن جنسهم لا من جنس الملائكة، فهي أخوة في النّسب لا في الدّين.
{بَيِّنَةٌ} معجزة ظاهرة الدّلالة من الله على صدقه. {وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ} بعقر أو ضرب.
{وَاذْكُرُوا} تذكّروا {إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ} أي في الأرض. {وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ} أسكنكم فيها أو أنزلكم فيها، والأرض: أرض الحجر بين الحجاز والشام. {مِنْ سُهُولِها قُصُوراً} تسكنونها في الصيف. {وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً} تسكنونها في الشتاء. والنّحت: نحر الشيء الصّلب.
{فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ} تذكّروا نعم الله الكثيرة. {وَلا تَعْثَوْا} من العثيّ والعثو: الفساد.
{اِسْتَكْبَرُوا} تكبّروا عن الإيمان به.
{فَعَقَرُوا النّاقَةَ} نحروها بالذّبح، وأصل العقر: الجرح، وعقر الإبل: قطع قوائمها، وكانوا يفعلون ذلك بها قبل نحرها لتموت في مكانها ولا تنتقل. والذي عقرها هو:«قدار بن سالف» حيث قتلها بأمرهم بالسّيف، وإنّما نسب الفعل إليهم جميعا؛ لأن العقر كان برضاهم وأمرهم، والآمر والرّاضي بالفعل: شريك في الجريمة.
{وَعَتَوْا} تمرّدوا مستكبرين. {الرَّجْفَةُ} الزّلزلة الشديدة من الأرض أو الحركة والاضطراب، والصّيحة من السّماء. {جاثِمِينَ} باركين على الرّكب، أو قاعدين لا حراك بهم، والمراد: أنهم أصبحوا جثثا هامدة ميتة لا تتحرّك.
المناسبة:
بعد أن ذكر الله في أوّل السّورة قصة آدم الدّالة على قدرته وتوحيده وربوبيته، وأقام الأدلّة الدّامغة على صحّة البعث بعد الموت، أتبع ذلك بقصص الأنبياء وموقف أقوامهم المعاندين لهم، فذكر قصة نوح ثمّ قصة هود، ثم قصة ثمود، وكان قوم ثمود يتلون قوم عاد في الوجود والظّهور بين الأمم، كما قال تعالى على لسان صالح عليه السّلام:{وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ}.
أضواء من التاريخ:
ثمود بن عاثر بن إرم بن نوح، وهو أخو جديس بن عائز، وكذلك قبيلة طسم، كلّ هؤلاء من العرب العاربة البائدة قبل إبراهيم الخليل عليه السّلام.