{وَأَنَّ اللهَ} قرئ بفتح أن وكسرها، فمن فتحها عطفها على قوله:{بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ} ومن كسرها جعلها مبتدأة مستأنفة {الَّذِينَ اسْتَجابُوا} مبتدأ، وخبره:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا}. {الَّذِينَ قالَ} بدل من {الَّذِينَ} قبله، أو نعت.
{يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ} تقديره: يخوفكم بأوليائه، فحذف المفعول الأول وهو «كم» والباء من المفعول الثاني، مثل قوله تعالى:{لِيُنْذِرَ بَأْساً}[الكهف ٢/ ١٨] وتقديره: لينذركم ببأس شديد.
البلاغة:
يوجد إطناب في {يَسْتَبْشِرُونَ} وفي {لَنْ يَضُرُّوا} وفي اسم الجلالة في مواضع، ويوجد طباق في {أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ}.
المفردات اللغوية:
{فِي سَبِيلِ اللهِ} أي لأجل دينه. {يُرْزَقُونَ} يأكلون من ثمار الجنة. {يَسْتَبْشِرُونَ} يفرحون، الاستبشار: السرور الحاصل بالبشارة. {بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ} هم الذين بقوا في الدنيا من إخوانهم المؤمنين الذين يقاتلون في سبيل الله. {أَلاّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} أي يفرحون بألا خوف على الذين لم يلحقوا بهم. {وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} في الآخرة، المعنى يفرحون بأمنهم وفرحهم {فَرِحِينَ} مسرورين. {بِنِعْمَةٍ} ثواب. {وَفَضْلٍ} زيادة عليه. {وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} بل يأجرهم.
{اِسْتَجابُوا} أجابوا وأطاعوا {لِلّهِ وَالرَّسُولِ} أي أجابوا دعاءه بالخروج للقتال، لما أراد أبو سفيان، وأصحابه العود، وتواعدوا مع النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه سوق بدر العام المقبل من يوم أحد {الْقَرْحُ} الألم الشديد والجراح في يوم أحد. {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ} بطاعته، والإحسان:
إتقان العمل على أكمل وجه. {وَاتَّقَوْا} مخالفته. {أَجْرٌ عَظِيمٌ} هو الجنة.
{قالَ لَهُمُ النّاسُ} أي نعيم بن مسعود الأشجعي. {إِنَّ النّاسَ} أبا سفيان وأصحابه.
{قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} الجموع ليستأصلوكم. {فَاخْشَوْهُمْ} ولا تأتوهم. {فَزادَهُمْ} ذلك القول.
{إِيماناً} تصديقا بالله ويقينا.
{حَسْبُنَا اللهُ} كافينا أمرهم. {وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} المفوض إليه الأمر، وقد خرجوا مع النبي صلّى الله عليه وسلّم، فوافوا سوق بدر، وألقى الله الرعب في قلب أبي سفيان وأصحابه، فلم يأتوا، وكان معهم تجارات فباعوا وربحوا.
{فَانْقَلَبُوا} رجعوا بسرعة، أي من بدر. {بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ} بسلامة وربح. {لَمْ