{فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}{أَحْسَنِ}: صفة لمحذوف، أي في تقويم أحسن.
{فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ}«ما»: استفهامية في موضع رفع مبتدأ، و {يُكَذِّبُكَ}:
خبره.
البلاغة:
{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} إن أريد موضعهما وهما الشام وبيت المقدس، فهو مجاز مرسل علاقته الحالية بإطلاق الحالّ وإرادة المحل، مثل:{إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ}[الانفطار ١٣/ ٨٢] فالنعيم مجاز، وهو شيء معنوي يحل في الجنة، والجنة محل له، وهو حالّ فيها، فأطلق على سبيل المجاز المرسل الذي علاقته الحالّية.
{أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} و {أَسْفَلَ سافِلِينَ} بينهما طباق.
{فَما يُكَذِّبُكَ؟} التفات من الغيبة إلى الخطاب لزيادة التوبيخ والعتاب.
{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} هما الشجرتان المعروفتان، أو الشام وبيت المقدس موضعا إنبات هاتين الشجرتين، أو جبلان بالشام ينبتان المأكولين، قال أبو حيان: والظاهر أن التين والزيتون هما المشهوران بهذا الاسم، وفي الحديث: مدح التين، وأنها تقطع البواسير، وتنفع من النقرس. وقال البيضاوي: خصّهما من بين الثمار بالقسم؛ لأن التين فاكهة طيبة، لا فضل (بقايا) لها، وغذاء لطيف، سريع الهضم، ودواء كثير النفع، فإنه يلين الطبع، ويحلل البلغم، ويطهر الكليتين، ويزيل رمل المثانة، ويفتح سدّة الكبد والطحال. والزيتون فاكهة وإدام ودواء، وله دهن لطيف، كثير المنافع، مع أنه قد ينبت حيث لا دهنية فيه كالجبال.
{وَطُورِ سِينِينَ} الجبل الذي كلم الله تعالى موسى عنده، وناجى عليه موسى ربّه، و {سِينِينَ} وسيناء: اسمان للموضع الذي فيه. ومعنى {سِينِينَ}: المبارك أو الحسن بالأشجار المثمرة. {الْبَلَدِ الْأَمِينِ} مكة المكرمة التي كرمها الله بالكعبة، و {الْأَمِينِ}: إما الآمن، أو المأمون فيه، يأمن فيه من دخله.
{الْإِنْسانَ} أراد به الجنس. {فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} تعديل لصورته وشكله، بأن خصه