{بِآياتِي} بمعجزاتي التسع كالعصا واليد البيضاء، فإن فرعون لما قال لموسى: فأت بآية، ألقى العصا ونزع اليد، وقال:{فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ}. {وَلا تَنِيا} لا تفترا ولا تقصرا {فِي ذِكْرِي} أي لا تنسياني حيثما تقلبتما بتسبيح وغيره، واتخذا ذكري عونا ومددا وتأييدا مني إليكما. قال الزمخشري: ويجوز أن يريد بالذكر: تبليغ الرسالة، فإن الذكر يقع على سائر العبادات، وتبليغ الرسالة من أجلها وأعظمها.
وأما وقت نبوة هارون: فروي أن الله تعالى أوحى إلى هارون وهو بمصر أن يتلقى موسى، وقيل: سمع بمقبله، وقيل: ألهم ذلك، وخوطب مع أخيه موسى لأنه كان تابعا، وموسى متبوعا.
{طَغى} تجاوز الحد بادعائه الربوبية {قَوْلاً لَيِّناً} فيه تلطف وبعد عن الغلظة والشدة، نحو قوله تعالى:{هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكّى، وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى}[النازعات ١٨/ ٧٩ - ١٩]. {يَتَذَكَّرُ} يتأمل ويتعظ فيؤمن. وقوله:{لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى} متعلق باذهبا، أو قولا، أي باشرا الأمر على رجاء وطمع منكما أنه يثمر. والفائدة في إرسالهما مع علمه تعالى بأنه-أي فرعون-لا يؤمن: إلزام الحجة وقطع المعذرة {يَخْشى} أي يخاف من بطش