للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

{كِتابٌ أُحْكِمَتْ} كتاب: كتاب: خبر مبتدأ محذوف، و {أُحْكِمَتْ} صفة له، وقال الرازي:

{الر} اسم للسورة وهو مبتدأ، و {كِتابٌ} خبره، وذكر البيضاوي الوجهين.

{مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} صفة ثانية، ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر، وأن يكون صلة لأحكمت وفصلت، أي من عنده إحكامها وتفصيلها.

{أَلاّ تَعْبُدُوا} إما أن تكون «أن» مفسرة بمعنى أي؛ لأنّ في تفصيل الآيات معنى القول؛ كأنه قيل: قال: ألا تعبدوا إلا الله، أو آمركم ألا تعبدوا إلا الله، مثل قوله تعالى: {أَنِ امْشُوا} [ص ٦/ ٣٨] أي امشوا. وإما أن تكون مفعولا لأجله، على معنى: لئلا تعبدوا إلا الله.

{وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا} معطوف على {أَلاّ تَعْبُدُوا} على الوجهين السابقين.

{إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ} اعتراض وقع بين المعطوف والمعطوف عليه.

{يُمَتِّعْكُمْ} مجزوم؛ لأنه جواب الأمر، وهو قوله: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ} وجزم جواب الأمر؛ لأنه جواب لشرط‍ مقدّر.

{وَإِنْ تَوَلَّوْا} أصله: تتولّوا، فحذفت إحدى التاءين، لاجتماع حرفين متحركين من جنس واحد، فاستثقلوا اجتماعهما، فحذفوا إحداهما تخفيفا.

البلاغة:

{أُحْكِمَتْ.}. و {فُصِّلَتْ} بينهما طباق حسن؛ لأن المعنى: أحكمها حكيم، وفصلها أي بينها وشرحها خبير عالم بكيفيات الأمور. وكذلك بين {نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ} طباق أيضا.

{عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} إضافة العذاب إلى اليوم الكبير وهو يوم القيامة للتهويل.

المفردات اللغوية:

{الر} تقرأ بأسمائها ساكنة، كما ذكر في أول سورة يونس، فيقال: ألف، لام، را، وهي للتحدي والإلزام للعرب الفصحاء، لإثبات إعجاز القرآن وكونه من عند الله، أو هي حروف تنبيه مثل: ألا، لما سيلقى بعدها. والسور المفتتحة بمثل تلك الحروف مكية إلا سورتي البقرة وآل عمران. والسور المكية تعنى بإثبات التوحيد والبعث والوحي وإعجاز القرآن، وفيها غالبا قصص الأنبياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>