لا تدخل على ظروف الزمان. ويرى الكوفيون أنها تدخل على ظروف الزمان، فلا تحتاج إلى تقدير مضاف.
{هارٍ} صفة، أصله هائر، فقلب، كما قالوا: لاث في لائث، وشاك في شائك. وحذفت الياء كما حذفت في نحو قاض ورام في الرّفع والجّر.
{أَفَمَنْ أَسَّسَ} من: بمعنى الذي مبتدأ، وخبره: {خَيْرٌ}.
البلاغة:
{هارٍ فَانْهارَ} بينهما جناس ناقص.
{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى} استعارة مكنية، حيث شبهت التّقوى والرّضوان بأرض صلبة يقوم عليها البناء، ثم حذف المشبه به وأشير إلى شيء من لوازمه وهو التّأسيس. والاستفهام معناه التّقرير.
{لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ} مصدر أريد به اسم المفعول.
المفردات اللغوية:
{وَالَّذِينَ} أي ومنهم الذين اتّخذوا مسجد الضّرار. وهم اثنا عشر من المنافقين.
{ضِراراً} مضارّة لأهل مسجد قباء، والضّرار: إيقاع الضّرر بالغير ولا منفعة لك فيه، والضرر:
إيقاع الضّرر بالغير وفيه لك منفعة. وكلاهما ممنوع
للحديث الذي رواه أحمد وابن ماجه عن ابن عباس: «لا ضرر ولا ضرار». {وَكُفْراً} لأنهم بنوه بأمر أبي عامر الرّاهب، ليكون معقلا له، يقدم فيه من يأتي من عنده، وكان ذهب ليأتي بجنود من قيصر، لقتال النّبي صلى الله عليه وسلّم. {وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ} الذين يصلّون بقباء، بصلاة بعضهم فيه، أي الذين يجتمعون للصّلاة في مسجد قباء.
{وَإِرْصاداً} ترقبا وانتظارا مع العداوة. {لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ} يعني من قبل بنائه، وهو أبو عامر الراهب. {إِنْ أَرَدْنا} ما أردنا ببنائه. {إِلاَّ الْحُسْنى} الفعلة أو الخصلة أو الإرادة الحسنى من الرّفق بالمسكين في المطر والحرّ والتّوسعة على المسلمين. {إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ} في حلفهم ذلك، وكانوا سألوا النّبي صلى الله عليه وسلّم، فنزل: {لا تَقُمْ}.
{لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً} لا تصلّ فيه أبدا، فأرسل جماعة هدموه وحرقوه وجعلوا مكانه كناسة تلقى فيها الجيف.
{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى}
أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلّم وصلّى فيه أيام مقامه بقباء من الاثنين إلى الجمعة. والتأسيس: وضع الأساس الأول الذي يقوم عليه البناء. {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} أي بني من