للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إعراض الكافرين عن القرآن وإقبال المؤمنين عليه{وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٦) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٧) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ جَنّاتُ النَّعِيمِ (٨) خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩)}

الإعراب:

{وَيَتَّخِذَها} بالنصب عطفا على {لِيُضِلَّ} وبالرفع عطفا على {يَشْتَرِي} أو على الاستئناف. وهاء {يَتَّخِذَها} يعود على السبيل لأنها مؤنثة كما في قوله تعالى: {قُلْ: هذِهِ سَبِيلِي} [يوسف ١٠٨/ ١٢] وتذكّر كما في قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} [الأعراف ١٤٦/ ٧]. وباء {بِغَيْرِ عِلْمٍ} للحال، تقديره:

ليضل عن سبيل الله جاهلا.

{وَلّى مُسْتَكْبِراً} حال من ضمير {وَلّى} وكاف {كَأَنْ لَمْ} في موضع نصب على الحال، تقديره: ولّى مستكبرا مشبها من في أذنيه وقر، وقوله: {كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ} حال أخرى أو بيان للحال الأولى.

{لَهُمْ جَنّاتُ} مرفوع بالجار والمجرور؛ لوقوعه خبرا عن المبتدأ و {خالِدِينَ} منصوب على الحال من هاء وميم {لَهُمْ}.

البلاغة:

{مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} استعارة تصريحية، شبه حاله بحال من يشتري سلعة وهو خاسر فيها، واستعار لفظ‍ {يَشْتَرِي} لمعنى «يستبدل» بطريق الاستعارة.

{كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً} تشبيه مرسل مجمل، حذف منه وجه الشبه، وذكر فيه أداة التشبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>