{فَاسْتَجابَ} أجاب دعاءهم {لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ} أي لا أترك ثوابه. {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} أي بعضكم كائن من بعض أي الذكور من الإناث وبالعكس، والجملة مؤكدة لما قبلها، أي سواء في المجازاة بالأعمال وترك تضييعها. نزلت لما قالت أم سلمة: يا رسول الله، إني لا أسمع النساء في الهجرة بشيء. {فَالَّذِينَ هاجَرُوا} أي في مبدأ الإسلام من مكة إلى المدينة. {فِي سَبِيلِي} أي بسبب ديني وطاعتي وعبادتي. {لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ} أسترها بالمغفرة. {ثَواباً} مصدر مؤكد من معنى لأكفرن. {مِنْ عِنْدِ اللهِ} فيه التفات عن التكلم. {حُسْنُ الثَّوابِ} الجزاء.
سبب النزول:
نزول الآية (١٩٠):
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ.}.: أخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: أتت قريش اليهود فقالوا: بم جاءكم موسى به من الآيات؟ قالوا: عصاه ويده بيضاء للناظرين، وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى؟ قالوا: كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى؛ فأتوا النبي صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا، فدعا ربه، فنزلت هذه الآية:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ.}.
فليتفكروا فيها. قال ابن كثير: وهذا مشكل، فإن هذه الآية مدنية، وسؤالهم أن يكون الصفا ذهبا كان بمكة (١).
نزول الآية (١٩٥):
{فَاسْتَجابَ لَهُمْ}: أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم وابن أبي حاتم عن أم سلمة أنها قالت: يا رسول الله، لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء، فأنزل الله:{فَاسْتَجابَ لَهُمْ}.
المناسبة:
ختمت سورة آل عمران بهذه الآيات، بعد مجادلة الكفار والمنافقين