سميت سورة المسد؛ لقوله تعالى في آخرها:{فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} أي في عنق أم جميل زوجة أبي لهب حبل مفتول من ليف. وسميت أيضا سورة {تَبَّتْ} لقوله تعالى في مطلعها: {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ} أي هلكت وخسرت يدا أبي لهب، كما سميت سورة أبي لهب، أو سورة اللهب.
مناسبتها لما قبلها:
هناك تقابل بين هذه السورة والسورة التي قبلها، ففي السورة السابقة النصر ذكر الله تعالى أن جزاء المطيع حصول النصر والفتح في الدنيا، والثواب الجزيل في الآخرة، وفي هذه السورة ذكر أن عاقبة العاصي الخسار في الدنيا والعقاب في الآخرة أو العقبى.
ما اشتملت عليه السورة:
تضمنت هذه السورة المكية بالإجماع الكلام عن مصير أبي لهب عبد العزّى بن عبد المطلب، عمّ النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومصير زوجته أم جميل أروى بنت حرب بن أمية، أخت أبي سفيان، وهو هلاك أبي لهب عدو الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم في الدنيا، ودخوله نار جهنم؛ لشدة إيذائه النبي صلّى الله عليه وسلّم ومعاداته له، وصدّه الناس عن الإيمان به.