للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أوصاف المؤمنين وجزاؤهم الأخروي]

{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٧١) وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٧٢)}

البلاغة:

في هذه الآيات مقابلة لطيفة بين صفات المؤمنين وصفات المنافقين، ومقابلة أيضا في الجزاء بين نار جهنم والجنة، فهي مقابلة في الصفات وفي الجزاء.

المفردات اللغوية:

{أَوْلِياءُ بَعْضٍ} أي يتناصرون ويتعاضدون، من الولاية: وهي النصرة في الشدائد، والأخوة والمحبة، وهي ضد العداوة {إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ} لا يعجزه شيء عن إنجاز وعده ووعيده، فيعز من أطاعه، فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين {حَكِيمٌ} لا يضع شيئا إلا في محله {جَنّاتٍ} هي البساتين، الكثيرة الأشجار، الملتفة الأغصان، التي تستر ما حولها من الأرض {وَمَساكِنَ طَيِّبَةً} أي حسنة البناء طيبة القرار {جَنّاتِ عَدْنٍ} عدن: اسم مكان خاص في الجنة كالفردوس، بدليل قوله تعالى: {جَنّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ} [مريم ٦١/ ١٩] ويدل عليه

ما روى أبو الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: «عدن: دار الله التي لم ترها عين، ولم تخطر على قلب بشر، لا يسكنها غير ثلاثة: النبيون، والصدّيقون، والشهداء، يقول الله تعالى: طوبى لمن دخلك».

{وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ} أي وشيء من رضوان الله أكبر وأعظم من ذلك كله؛ لأن رضاه هو

<<  <  ج: ص:  >  >>