صفة لشيء، ومعناه: أحسن كلّ شيء مخلوق له. ومن قرأ بسكون اللام جعله بدل اشتمال أي بدلا من قوله تعالى:{كُلَّ شَيْءٍ} أو مفعولا ثانيا ل {أَحْسَنَ} بمعنى أفهم فيتعدى إلى مفعولين.
{مِنْ وَلِيٍّ} من زائدة لتأكيد النفي، أي ليس لكم ناصر مطلقا.
البلاغة:
{الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ} بينهما طباق.
{وَجَعَلَ لَكُمُ} فيه التفات من الغيبة إلى الخطاب، وكان الأصل أن يقال: وجعل له فعدل إلى ضمير الجماعة، مراعاة لخطاب الإنسان الذي صار حيّا بنفخ الروح فيه مع ذريته.
المفردات اللغوية:
{فِي سِتَّةِ أَيّامٍ} من الأحد إلى الجمعة، والأيام: جمع يوم، وهو عند العرب جزء من اليوم، ويراد به لغة: الوقت. {اِسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ} العرش: أعظم المخلوقات، وهو لغة:
سرير الملك، والاستواء عليه: هو شيء يليق بالله عز وجل دون حصر ولا كيف ولا تحديد بجهة معينة. {ما لَكُمْ} أيها الكفار وغيركم. {مِنْ دُونِهِ} من غيره. {مِنْ وَلِيٍّ} أي ناصر. {وَلا شَفِيعٍ} يشفع بكم ليدفع العذاب عنكم. والمعنى: ليس لكم غير الله ناصر ولا شفيع، بل هو الذي يتولى مصالحكم، وينصركم في مواطن النصر. {أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ} بمواعظ الله فتؤمنوا؟! {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ} أي يدبر أمر الدنيا مدة بقائها، وينظم شؤونها وأحوالها الواقعة فيها تدبيرا وتنظيما شاملا مبتدئا من السماء ومنتهيا إلى الأرض. {ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} ثم يصعد إليه ويرجع الأمر والتدبير ويثبت في علمه. {فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ} في الدنيا، أي يصعد إليه في برهة من الزمان متطاولة وهو يوم القيامة، وتقديره بألف سنة لشدة أهواله بالنسبة إلى الكافر، وأما المؤمن فيكون أخف عليه من صلاة مكتوبة، يصليها في الدنيا، كما جاء في الحديث الثابت. {ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ} أي ذلك الخالق المدبر يدبر الكون على وفق الحكمة، وعلى وفق علمه الشامل الذي يعلم ما غاب عن الخلق وما حضر، المنيع في ملكه، الغالب على أمره، الرحيم بأهل طاعته وتدبيره أمر العباد. قال البيضاوي: وفيه إيماء إلى أنه تعالى يراعي مصالح الناس تفضلا وإحسانا.
{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} أي أتقن ما خلقه، موفرا له كل ما يحتاجه على وفق الحكمة والمصلحة. {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ} يعني آدم {نَسْلَهُ} ذريته، سميت به؛ لأنها تنسل منه أي تنفصل. {مِنْ سُلالَةٍ} نطفة. {مِنْ ماءٍ مَهِينٍ} ممتهن ضعيف، وهو النطفة. {ثُمَّ سَوّاهُ} قوّمه بتصوير أعضائه على ما ينبغي وأتّمه. {وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ} أضافه إلى نفسه تشريفا،