{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}{فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ}: خبر {إِنَّ} قوله تعالى: {فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ} ودخلت الفاء في الخبر، لأن اسم {إِنَّ}: {الَّذِينَ}، فشابه الشرط، لأنه مبهم، ولم يؤثر دخول {إِنَّ} بخلاف ما لو دخلت «ليت ولعل وكأن» فإنه لا يجوز فيه دخول الفاء في الخبر مع ليت ولعل وكأن، لأن {إِنَّ} للتأكيد، وتأكيد الشيء لا يغير معناه، بخلاف «ليت ولعل وكأن»، فإنها غيرت معنى الابتداء، لإدخال معنى التمني والترجي والتشبيه.
{وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} حذف منه واو لام الفعل.
المفردات اللغوية:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ} عن طريق الحق، قيل: إنهم المشركون كفار قريش وهم المطعمون يوم بدر، والراجح أنهم أهل الكتاب يهود بني قريظة وبني النضير، لأن الله ذكر المشركين في أول السورة، ثم ذكر المنافقين {وَشَاقُّوا الرَّسُولَ} خالفوه، بأن صاروا في شق وجانب، وهو في شق وجانب آخر {مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى} وهو معنى سبيل الله أي طريق الحق، وهذا يؤيد أن الآية في أهل الكتاب، تبين لهم في كتبهم صدق محمد صلّى الله عليه وسلّم {لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً} بكفرهم وصدهم عن سبيل الله، وهو تهديد معناه: هم يظنون أن ذلك الشقاق مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم، والواقع أنه مع الله تعالى، فإن محمدا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما عليه إلا البلاغ، فإن ضروا ضروا الرسل، والله منزه عن أن يتضرر بكفر كافر وفسق فاسق {وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ} أي يبطل