للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

{وَلا تَقُولُوا: ثَلاثَةٌ}: ثلاثة: خبر مبتدأ محذوف، وتقديره: ولا تقولوا: آلهتنا ثلاثة.

{سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ} أن المصدرية وصلتها: في موضع نصب لحذف حرف الجر وتقديره:

سبحانه عن أن يكون له والد، ومن أن يكون له ولد. وكذلك قوله تعالى: {أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلّهِ} في موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر، وتقديره: من أن يكون عبدا لله.

البلاغة:

{يا أَهْلَ الْكِتابِ} أطلق العام وأريد به الخاص وهم النصارى بدليل قوله بعده: {وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ} وهو قول النصارى.

{إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ} فيه قصر موصوف على صفة.

{وَرُوحٌ مِنْهُ}: {مَنْ}: كما تأتي للتبعيض تأتي لابتداء الغاية، كما هنا، مثل قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ} [الجاثية ١٣/ ٤٥].

المفردات اللغوية:

{يا أَهْلَ الْكِتابِ} أي الإنجيل والمراد بهم هنا النصارى {لا تَغْلُوا} لا تتجاوزوا الحد بالتفريط‍ أو الإفراط‍ {إِلاَّ الْحَقَّ} أي إلا القول الحق من تنزيهه عن الشريك والولد {وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ} المراد أنه حدث بكلمة {لكِنْ} التكوينية، لا بمادة أخرى كغيره من الناس، وأوصلها الله إلى مريم. {وَرُوحٌ مِنْهُ} أي ذو روح من الله تعالى أي وجد بنفخ من روح الله وهو جبريل، وأضيف إليه تعالى تشريفا له، وليس كما زعمتم: ابن الله، أو إلها معه، أو ثالث ثلاثة؛ لأن ذا الروح مركب، والإله منزه عن التركيب وعن نسبة المركب إليه. {وَلا تَقُولُوا: ثَلاثَةٌ} أي ولا تقولوا: الآلهة ثلاثة: الله وعيسى وأمه {اِنْتَهُوا} عن ذلك {خَيْراً} وأتوا خيرا لكم منه وهو التوحيد {سُبْحانَهُ} تنزيها له عن الولد. {لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ} خلقا وملكا وعبيدا، والملكية تنافي البنوة. {وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً} شهيدا على ذلك.

{لَنْ يَسْتَنْكِفَ} يتكبر ويأنف {وَيَسْتَكْبِرْ} يجعل نفسه كبيرة غرورا منه وإعجابا بها {فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ} ثواب أعمالهم {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} أي يزيدهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت

<<  <  ج: ص:  >  >>