{فِي مَواطِنَ} امتناعه من الصرف؛ لأنه جمع وعلى صيغة لم يأت عليها واحد. {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ} ظرف منصوب بالعطف على موضع {فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ} وتقديره: ونصركم يوم حنين.
وعطف الزمان وهو {يَوْمَ} على المكان وهو {مَواطِنَ}؛ لأن معناه وموطن يوم حنين، أو في أيام مواطن كثيرة ويوم حنين ويجوز أن يراد بالموطن: الوقت كمقتل الحسين، على أن الواجب أن يكون {يَوْمَ حُنَيْنٍ} منصوبا بفعل مضمر، لا بهذا الظاهر، وموجب ذلك أن قوله:{إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ} بدل من {يَوْمَ حُنَيْنٍ}. أما لو جعل ناصبه هذا الظاهر فلم يصح؛ لأن كثرتهم لم تعجبهم في جميع تلك المواطن، ولم يكونوا كثيرا في جميعها، فصار ناصبه فعلا خاصا به، إلا إذا نصبت {إِذْ} بإضمار: اذكر. و {حُنَيْنٍ}: اسم منصرف؛ لأنه اسم مذكر، وهي لغة القرآن، ومن العرب من لا يصرفه، يجعله اسما للبقعة.
البلاغة:
{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ} عطف خاص على عام للتنويه بشأنه، لمجيء النصر بعد اليأس. {وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ} استعارة، شبه ما حل بهم من الكرب والهزيمة بضيق الأرض على سعتها.