منقطعة، بمعنى (بل والهمزة) وهي خمسة عشر موضعا. و {بَلْ} للإضراب الانتقالي والهمزة للإنكار والتقريع والتوبيخ، أي ما كان ينبغي أن يحصل، أو بمعنى ما حصل هذا.
البلاغة:
{رَيْبَ الْمَنُونِ} استعارة تصريحية، أستعير لفظ الريب (وهو الشك) لنوائب الدهر وحوادثه، بتشبيه حوادث الدهر بالريب بجامع التقلب وعدم الاستمرار على حالة واحدة.
{أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا} أسلوب تهكمي للتهكم بعقولهم والسخرية منهم، وأمر الأحلام بأقوالهم مجاز عن أدائها إليه.
المفردات اللغوية:
{فَذَكِّرْ} فاثبت على التذكير والموعظة، ولا تكترث بقولهم، ولا تتراجع لاتهامات باطلة كالقول بأنك كاهن أو مجنون. {فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} بحمد ربك وإنعامه عليك. {بِكاهِنٍ} الكاهن: هو المخبر عن الماضي بالظن، والعرّاف: هو المخبر عن المستقبل، بالاعتماد على الجن.
{نَتَرَبَّصُ} ننتظر. {رَيْبَ الْمَنُونِ} أي حوادث الدهر ليهلك كغيره، والريب في الأصل:
الشك، وأطلق على الحوادث، والمنون: الدهر، سمي بذلك، لأنه يقطع الأجل، وقيل: المنون:
الموت.
{تَرَبَّصُوا} انتظروا هلاكي. {فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ} أتربص هلاككم كما تتربصون هلاكي، فعذبوا بالقتل يوم بدر. {أَحْلامُهُمْ} عقولهم، جمع حلم: وهو العقل. {بِهذا} التناقض في القول، فإن الكاهن يكون ذا فطنة ودقة نظر، والمجنون عديم العقل، والشاعر يكون ذا كلام موزون متسق نابع من الخيال، ولا يتأتى ذلك من المجنون. {أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ} بل هم مجاوزون الحد في العناد والمكابرة.
{تَقَوَّلَهُ} اختلق القرآن وافتراه من تلقاء نفسه. {بَلْ لا يُؤْمِنُونَ} بل يكفرون. فيرمون بهذه المطاعن لكفرهم وعنادهم. {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ} مثل القرآن. {إِنْ كانُوا صادِقِينَ} في زعمهم، إذ فيهم كثير من الفصحاء، فهذا رد لأقوالهم المذكورة بالتحدّي.
سبب النزول:
نزول الآية (٣٠):
{أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ}: أخرج ابن جرير وابن إسحاق عن ابن عباس: أن