سميت سورة المرسلات تسمية لها باسم مطلعها الذي أقسم الله به وهو {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً} أي أقسم برياح العذاب التي تهب متتابعة كعرف الفرس، أو شعر الفرس.
مناسبتها لما قبلها:
وجه اتصالها بما قبلها من وجهين:
١ - أنه تعالى وعد المؤمنين الأبرار، وأوعد الظالمين الفجار في آخر السورة المتقدمة بقوله:{يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ، وَالظّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً} ثم أقسم في مطلع هذه السورة على تحقيق ما وعد به هنالك المؤمنين، وأوعد به الظالمين، ثم ذكر وقته وأشراطه بقوله:{فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ}.
٢ - ذكر تعالى في سورة الإنسان نزرا من أحوال الكفار في الآخرة، وأطنب في وصف أحوال المؤمنين فيها، والأمر في هذه السورة على العكس: إطناب في وصف الكفار، وإيجاز في وصف المؤمنين، فوقع بذلك الاعتدال بين السورتين (١).