الرحمن الواحد. {هُمْ} الثانية تأكيد كفرهم. {كافِرُونَ} به، إذ قالوا: ما نعرفه، أي لا يصدقون به أصلا، فهم أحق منك بأن يتخذوا هزوا، فإنك محق وهم مبطلون. وقيل: معنى بذكر الرحمن: قولهم ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة. وقيل: بذكر الرحمن: معناه بما أنزل عليك من القرآن.
{خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ} أي أنه لكثرة عجله في أحواله، كأنه خلق منه، ومن عجلته:
مبادرته إلى الكفر. {سَأُرِيكُمْ آياتِي} أي مواعيدي بالعذاب، في الدنيا كوقعة بدر، وفي الآخرة عذاب النار. {فَلا تَسْتَعْجِلُونِ} فيه أو بالإتيان به.
{مَتى هذَا الْوَعْدُ؟} أي بالقيامة. {صادِقِينَ} فيه، يعنون النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه.
{لا يَكُفُّونَ} يدفعون. {وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ} يمنعون منها في القيامة. وجواب {لَوْ}: ما قالوا ذلك. {بَلْ تَأْتِيهِمْ} القيامة أو النار. {بَغْتَةً} فجأة. {فَتَبْهَتُهُمْ} أي تحيرهم، أو تغلبهم.
{وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ} يمهلون لتوبة أو معذرة.
{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ} تسلية لرسول الله صلّى الله عليه وسلم. {فَحاقَ} نزل أو أحاط.
{بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ} أي العذاب، وهو وعد للنبي صلّى الله عليه وسلم بأن ما يفعلونه به يحيق بهم، كما حاق بالمستهزئين بالأنبياء ما فعلوا أي جزاءه.
سبب النزول:
نزول الآية (٣٤):
{وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ.}. نزلت هذه الآية، لما قال الكفار: إن محمدا سيموت، قائلين:{نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}[الطور ٣٠/ ٥٢]. و
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: نعي إلى النبي صلّى الله عليه وسلم نفسه، فقال: يا رب، فمن لأمتي؟ فنزلت:{وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ} الآية.
نزول الآية (٣٦):
{وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا.}. أخرج ابن أبي حاتم عن السّدّي قال: مرّ النبي صلّى الله عليه وسلم على أبي جهل وأبي سفيان، وهما يتحدثان، فلما رآه أبو جهل ضحك، وقال لأبي سفيان: هذا نبي بني عبد مناف، فغضب أبو سفيان،