سميت سورة هود لاشتمالها على قصة هود عليه السلام مع قومه:«عاد» في الآيات [٥٠ - ٦٠] وهي كغيرها من قصص القرآن تمثل صراعا حادا عنيفا بين هود عليه السلام وبين قومه الذين دعاهم إلى عبادة الله تعالى، وهجر عبادة الأصنام والأوثان، فلما أصروا على كفرهم وتكذيبه، عذبهم الله بعذاب غليظ شامل وهو الريح العقيم الصرصر، التي سلطها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما:{وَلَمّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنّا، وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ}[هود ٥٨/ ١١]{وَأَمّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ. سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيّامٍ حُسُوماً، فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى، كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ. فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ}[الحاقة ٦/ ٦٩ - ٨].
نزولها وشأنها ومناسبتها لما قبلها:
هذه السورة مكية أي نزلت في مكة إلا الآيات الثلاث التالية وهي:
{فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ.}. [١٢] كما قال ابن عباس ومقاتل، وقوله:{أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ.}. {أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ.}. [١٧] فإنها