{وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ}: أي فاستقر من النخل، و {مِنْ طَلْعِها}: بدل منه، أعني من النخل. و {قِنْوانٌ}: مرفوع بقوله: {مِنْ طَلْعِها} على قول من أعمل الثاني في نحو: قاما وقعد الزيدان، وهو مذهب البصريين. ومرفوع بقوله:{وَمِنَ النَّخْلِ} على قول من أعمل الأول في نحو: قام وقعدا الزيدان، وهو مذهب الكوفيين.
{وَجَنّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ} بالنصب معطوف على قوله: {نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً} وبالرفع على أنه مبتدأ محذوف الخبر، وتقديره: ولهم جنات. {اُنْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ} اسم جنس، جمع ثمرة، كشجرة وشجر. ومن قرأه بالضم «ثمره» جعله جمع ثمار، وثمار جمع ثمرة، فجعله جمع الجمع.
البلاغة:
{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} بينهما طباق {وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} فيه رد العجز على الصدر.
{فَأَنّى تُؤْفَكُونَ} استفهام إنكاري بمعنى النفي أي لا وجه لصرفكم عن الإيمان بعد قيام البرهان {فَأَخْرَجْنا بِهِ} فيه التفات عن الغيبة للاعتناء بشأن المخرج والإشارة إلى عظم النعم {وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمّانَ} عطف خاص على عام لمزيد الشرف.
المفردات اللغوية:
{فالِقُ} شاق، والفلق والفرق والفتق بمعنى واحد: وهو الشق في الشيء مع الإبانة {الْحَبِّ} الحنطة ونحوها مما يكون في السنبل والأكمام {النَّوى} جمع نواة، وهي بزر التمر والزبيب ونحوهما، والمعنى: إن الله شاق الحب عن النبات والبزر عن النخل والكرمة {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} كالإنسان والطائر من النطفة والبيضة {وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ} النطفة والبيضة {مِنَ الْحَيِّ}. {ذلِكُمُ} الفالق المخرج هو {اللهَ}{فَأَنّى تُؤْفَكُونَ} فكيف تصرفون عن الإيمان مع قيام البرهان.
{فالِقُ الْإِصْباحِ} أي شاق عمود ضوء الصبح (وهو أول ما يبدو من نور النهار) عن ظلمة الليل. والإصباح: مصدر بمعنى الصبح {سَكَناً} تسكن فيه الخلائق من التعب.
{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} بالنصب عطفان على محل {اللَّيْلَ}. {حُسْباناً} حسابا للأوقات والحسبان والحساب: استعمال العدد في الأشياء والأوقات {ذلِكَ} المذكور {تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ} في ملكه {الْعَلِيمِ} بخلقه.