{فَهُوَ الْمُهْتَدِي} حمل على اللفظ {فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ} حمل على المعنى، والقصد من الإفراد في الأول والجمع في الثاني: هو التنبيه على أن المهتدين كواحد؛ لاتحاد طريقهم، بخلاف الضالين.
البلاغة:
{أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ} التشبيه هنا مرسل مجمل.
المفردات اللغوية:
{وَلَقَدْ ذَرَأْنا} خلقنا وأوجدنا {الْجِنِّ} مخلوقات خفية لا تدرك بالحواس {لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها} أي لا يفهمون بها الحق، والقلب هنا هو الذي يسمونه أحيانا (الضمير) ويراد به هنا العقل أو الوجدان أي محل الحكم على الأشياء المدركة، وسبب هذا الاستعمال أن آثار الأحداث من خوف أو سرور تنعكس عليه، فيحدث الانقباض أو الانشراح. وكثيرا ما يستعمل في القرآن بمعنى دقة الفهم والتعمق في العلم.
{وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها} دلائل قدرة الله، بصر عظة واعتبار {وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها} الآيات والمواعظ سماع تدبر واتعاظ {أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ} في عدم الفهم والبصر والاعتبار {بَلْ هُمْ أَضَلُّ} من الأنعام؛ لأنها تحرص على ما ينفعها، وتهرب مما يضرها، وهؤلاء يقدمون على النار معاندة {الْغافِلُونَ} الكاملون في الغفلة.