للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَشُدَّكُمْ} أي لتصلوا إلى تكامل قوتكم من الثلاثين إلى الأربعين سنة، واللام متعلقة بمحذوف تقديره:

ثم يبقيكم. {وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفّى مِنْ قَبْلُ} من قبل الشيخوخة أو بلوغ الأشد. {وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى} أي ويفعل ذلك لتبلغوا وقتا محددا، هو وقت الموت. {وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ما في ذلك من الحجج والعبر ودلائل التوحيد، فتؤمنوا. {قَضى أَمْراً} أراد إيجاد شيء. {فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ:}

{كُنْ فَيَكُونُ} بتقدير أن، أي يوجد عقب الإرادة التي هي معنى القول المذكور. والفاء الأولى للدلالة على أن ذلك نتيجة ما سبق، من حيث إنه يقتضي قدرة ذاتية غير متوقفة على عدّة أو مادّة.

سبب النزول:

نزول الآية (٦٦):

{قُلْ: إِنِّي نُهِيتُ.}.: أخرج جويبر عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة قالا: يا محمد، ارجع عما تقول بدين آبائك، فأنزل الله:

{قُلْ: إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} الآية.

المناسبة:

بعد إيراد دلائل القدرة والتوحيد وصفات الجلال والعظمة، نهى الله عن عبادة غيره، بقول لين لطيف، لصرف المشركين عن عبادة الأوثان، ثم أبان سبب النهي وهو البينات التي جاءت النبي من ربه، من دلائل الآفاق والأنفس، أما الأولى فهي أربعة: الليل والنهار والأرض والسماء، وأما الثانية فذكر منها سابقا ثلاثة وهي: تكوين الصورة، وحسن الصورة، ورزق الطيبات. وذكر منها هنا كيفية تكون الإنسان ومراحل تدرجه وأطوار حياته من الاجتنان إلى الولادة والطفولة، إلى الشباب والكهولة، ثم الشيخوخة، ثم الموت.

التفسير والبيان:

{قُلْ: إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ، لَمّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي} قل أيها الرسول لمشركي قومك في مكة وغيرها: إن الله ينهى أن يعبد

<<  <  ج: ص:  >  >>