للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رسالة الحياة أو حال المؤمن والكافر]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (٣)}

الإعراب:

{وَالْعَصْرِ} قسم، وجوابه: {إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ} والمراد بالإنسان: الجنس، ولهذا استثنى منه: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ}.

{وَتَواصَوْا} أصله «تواصيوا» إلا أنه تحركت الياء وانفتح ما قبلها، فانقلبت ألفا، فاجتمع ساكنان: الألف والواو بعدها، فحذفوا الألف لالتقاء الساكنين.

البلاغة:

{إِنَّ الْإِنْسانَ} أي الناس بدليل الاستثناء، فهو إطلاق البعض وإرادة الكل.

{لَفِي خُسْرٍ} التنكير للتعظيم، أي في خسر عظيم.

{وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ، وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ} إطناب بتكرار الفعل، لزيادة العناية به.

{وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ} بعد قوله: {بِالْحَقِّ} خاص بعد عام، فإن الصبر داخل في عموم الحق، إلا أنه خصصه بالذكر للاهتمام به بعينه.

{الْعَصْرِ}، {بِالصَّبْرِ}، {خُسْرٍ} سجع عفوي غير متكلف، وهو من المحسنات البديعية.

المفردات اللغوية:

{وَالْعَصْرِ} والدهر، أقسم الله به لاشتماله على الأعاجيب، وقيل: صلاة العصر، أو وقت العصر من بعد الزوال إلى الغروب. {إِنَّ الْإِنْسانَ} جنس الإنسان فالتعريف للجنس.

{خُسْرٍ} خسارة أو خسران في تجارته، والتنكير للتعظيم. والخسارة: النقصان وضياع رأس المال. {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ} فإنهم اشتروا الآخرة بالدنيا، ففازوا بالحياة الأبدية والسعادة الدائمة، فليسوا في خسران.

<<  <  ج: ص:  >  >>